أول حفلة جمعتني مع وائل جسار كانت في 2010 في معبد الكرنك بتكليف من سوزان مبارك درست 17 سنة في الكونسرفتوار.. وتجربتي الفنية نمت في فرقة الموسيقى العربية مع والدي خبرته الطويلة وإحساسه الدقيق بالنغم تجعل كل لحظة موسيقية على المسرح تجربة فنية متكاملة، فدائما ما يقود المايسترو وليد عايش أوركسترا حفلات النجم اللبناني وائل جسار، وكان حفله الأخير في مهرجان الموسيقى العربية ال33، مبهرا وشهد إقبالا جماهيريا كبيرا، ليجمع بين أصالة الطرب وروح التجديد الموسيقي. في حواره مع «الشروق»، يكشف عادل عايش كواليس تحضيراته لحفلات وائل جسار، وكيف يوازن بين قيادة الأوركسترا واحتياجات الفنان والجمهور. ويقول عايش، إنه انجذب لقيادة الأوركستر لأن القيادة طابع في الشخصية، وأن والده الراحل هو المايسترو محمود عايش، الذي كان في فترة من الفترات يقود فرقة الإنشاد الديني، وكان المايسترو الكبير عبدالحليم نويرة هو الذي دفعه لدراسة في معهد الكونسرفتوار، موضحا أنه تأثر بالموسيقى منذ صغره بسبب حضوره بروفات فرقة الموسيقى العربية الأصلية التي أنشأها نويرة، والذي وصفه بأنه "صاحب شخصية قوية جدا ومؤلف موسيقي عظيم". "محظوظ بالتخرج من الكونسرفتوار " وأضاف عايش، أن دفعته في معهد الكونسرفتوار هم من يحكمون الفن العربي حاليا، من بينهم أنغام وهدى عمار وهاني فرحات وتامر غنيم ومحمد الموجي، موضحا أنهم كانوا يعزفوا أغان على البيانو، وكانت هذه حياتهم منذ أن كانوا أطفالا. وأكد أن "قيادة الأوركسترا موهبة"، واعتبر نفسه محظوظا بأن يكون من القلائل الذين تخرجوا من معهد الكونسرفتوار واستمراره في الدراسة لمدة 17 سنة، مشيرا إلى أنه تخرج من قسم التأليف الموسيقي وقيادة أوركسترا. وذكر عادل عايش، أن اللحظة التي يعتبرها علامة فارقة في مشواره الفني هي تخرجه من أكاديمية الفنون، فقد قدم قصيد سيمفوني من تأليفه، وتم عزفه في الكونسرفتوار وهو الذي قاده، ثم عزف في قاعة ايوارت بالجامعة الأمريكية والأوبرا، وأيضا هناك لحظة أخرى فارقة في حياته وهي عندما بدأ العمل وقدم أغنية "كان نفسنا" وكان وقتها في الصف الثاني الثانوي في المعهد، وحصل على جوائز. وأضاف: "كانت هناك طفلة طلبوا حضورها من أكاديمية الفنون لتغني، وكانت هذه الطفلة هي شيرين عبدالوهاب"، مشيرا إلى أنه قدم بعد ذلك أغنية "ماتلومش" التي غناها أمير الغناء العربي هاني شاكر، وبعد التخرج تم اختياره ليقود أوركسترا في دار الأوبرا. وأوضح أن المشاركة في هذه الدورة من مهرجان الموسيقى العربية، تمثل شرفًا كبيرًا لكل فنان، وإهداء الدورة ال33 لكوكب الشرق أم كلثوم هو أمر عظيم بحد ذاته، مؤكدا أن وجوده مع وائل جسار يجعل المشاركة أكثر خصوصية ومكانة. وواصل: "دار الأوبرا المصرية هي بيت الموسيقى الراقية، وعاصمة الفن في العالم العربي، والمهرجان يجمع أبرز الفنانين العرب الذين يقدمون الأغاني الخالدة التي شكلت أساس الفن العربي الحديث". "كيمياء موسيقية" مع وائل جسار وقال عايش، إن علاقة الصداقة التي تربطه بالمطرب اللبناني وائل جسار تمتد لسنوات طويلة، فهما كما وصف "طلعنا مع بعض، ونجحنا مع بعض، وحاربنا مع بعض من أجل الحفاظ على الطرب الشرقي الأصيل". وأكد أن جسار يُعد تلميذًا حقيقيًا للمدرسة الشرقية المصرية، إذ تعاون في أغلب أغانيه مع كبار الملحنين المصريين مثل الموسيقار وليد سعد، مضيفًا أن التفاهم بينهما لا يقتصر على خشبة المسرح فقط، بل يمتد إلى "الكيمياء الموسيقية" التي تجمعهما أثناء العمل في توزيع الأغاني. واستعاد عايش ذكريات أول حفل جمعه ب وائل جسار عام 2010 في معبد الكرنك بالأقصر، والذي جاء بتكليف شخصي من السيدة سوزان مبارك، واعتبره شرفًا كبيرًا أن تختاره رئاسة الجمهورية والتلفزيون المصري لقيادة الأوركسترا في هذا الحدث الضخم، الذي شاركت فيه آمال ماهر أيضًا، بحضور شخصيات رفيعة المستوى من زوجات الملوك والأمراء العرب والأجانب، وجمهور كبير أمام خلفية مهيبة لمعبد الكرنك. وأشار إلى أن وائل جسار كان متأثرًا بشدة بروعة المشهد وقتها. وأضاف أن ثاني حفلاتهما كانت في أوبرا الإسكندرية على مسرح سيد درويش، لتبدأ بعدها مسيرة تعاون فني مستمرة حتى اليوم. وأوضح أنه يحب كل أغاني وائل جسار، لكن هناك محطة فارقة بالنسبة له وللمطرب اللبناني، وهي أغنية "بتوحشيني"، بينما قبلها كانت أغاني وائل جسار كلها دراما، مؤكدا أنه "بارع جدًا في هذا اللون". وتابع: "فكرت أنا والملحن وليد سعد تقديم شيء في الحب، يمنح وائل خطًا غنائيًا يظهر بوضوح في الحفلات الحية والمناسبات السعيدة"، مضيفا أن نجاح هذه الأغنية جعلها نقطة تحول في مسيرته. وأضاف أن "الجميل أن وائل أيضًا يؤدي أغاني موزعة له لنجوم كبار، مثل أغنية "خسرت كل الناس" وهي من كلمات هاني عبدالكريم وألحان وليد سعد وتوزيعه، وقد صدرت في 2006، وما زالت حتى اليوم تحافظ على شعبيتها في كل أنحاء الوطن العربي". تلميذ حقيقي لمدرسة الطرب المصرية وعن سر حب الجمهور لكل الأغاني التي قدمها مع وائل جسار، أوضح عايش، أن الأمر طبيعي جدًا، لأن وائل جسار تلميذ حقيقي لمدرسة الطرب المصرية، ودراسته المباشرة كانت في معهد الكونسرفتوار، وتجربته الحياتية الفنية نمت في فرقة الموسيقى العربية مع والده، موضحا أنهما يشتركان في نفس المدرسة الموسيقية، وهذا التوافق يظهر في الأغاني التي قدماها سويا، وتجعل الجمهور يتفاعل معها ويحبها بصدق. ووصف عايش صديقه المطرب وائل جسار بلقب ملك الإحساس، مؤكدا أن وجوده دائمًا بمثابة بطاقة رابحة لأي مهرجان أو احتفال كبير، سواء على خشبة المسرح أو في الاستوديو أثناء تسجيل الأعمال، ما يضمن النجاح والإحساس الحقيقي في كل تجربة موسيقية. وأشار إلى أن هناك 3 أغان مع وليد سعد ومن توزيعه مع المطرب وائل جسار، وتم التنفيذ بين تركيا ومصر، ومن المقرر طرحها خلال الفترة القادمة من إنتاج شركة روتانا.