شاركت كلية الإعلام جامعة القاهرة في المؤتمر الدولي الأول للذكاء الاصطناعي الذي نظمته الجامعة، بحضور أساتذة كلية الإعلام، في إطار الجلسة العلمية التي جاءت تحت عنوان «الذكاء الاصطناعي والإعلام في ظل اقتصاد المعرفة: رؤى وإشكاليات». قدم أساتذة الإعلام خلال الجلسة العلمية أوراقًا بحثية تناولت أبعاد التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في منظومة الإعلام الجامعي والمهني. فقد تحدث الأستاذ الدكتور عصام نصر، أستاذ الاتصال بكلية الإعلام جامعة القاهرة، عن مستقبل الإعلام الذكي في اقتصاد المعرفة، موضحًا كيف يمكن بناء التنافسية والتخصيص بين الأتمتة والمعرفة في بيئة الإعلام الجديدة. كما قدّم الأستاذ الدكتور بسيوني حمادة، أستاذ الاتصال الدولي والرأي العام بالكلية، ورقة بحثية بعنوان «الذكاء الاصطناعي وتحول تعليم وبحث وممارسة الصحافة في مصر: نحو إطار بحثي متكامل»، تناول فيها أهمية إدماج الذكاء الاصطناعي في التعليم والبحث الإعلامي بما يعزز كفاءة المعرفة والإنتاج الأكاديمي. وفي مداخلة أخرى، عرض الدكتور أحمد خطاب، رئيس قسم العلاقات العامة والإعلان بكلية الإعلام، رؤيته البحثية حول «تأثير تطبيقات الذكاء الاصطناعي على ممارسات العلاقات العامة والإعلان»، مؤكداً أن التحول نحو الأتمتة والتخصيص في المجال التسويقي والعلاقات العامة يمثل فرصة لتطوير الأداء الاتصالي وتعزيز الابتكار المؤسسي. وقدمت الدكتورة سماح عبد الرازق الشهاوي، أستاذ مساعد بقسم الصحافة، ورقة بعنوان «المؤسسات الإعلامية والذكاء الاصطناعي: استراتيجيات التكيف ومسارات التبني»، تطرقت فيها إلى كيفية استعداد المؤسسات الإعلامية لمواكبة التحول الرقمي وتوظيف أدوات الذكاء الاصطناعي في تحسين بيئة العمل الإعلامي وإنتاج المحتوى. واختتمت الجلسة بمداخلة الدكتور عثمان فكري، أستاذ مساعد بقسم الصحافة، الذي تناول في ورقته «توظيف إمكانات الذكاء الاصطناعي لتعزيز العمل الإعلامي والبحثي باستخدام أداة NotebookLM»، حيث عرض آفاق توظيف الأدوات الذكية في دعم عمليات البحث الأكاديمي وتطوير مهارات الصحفيين في تحليل البيانات والمحتوى. وخرجت الأوراق البحثية بمجموعة من التوصيات المهمة تمثلت كالتالي: 1. التأكيد على مركزية المعرفة في عصر الذكاء الاصطناعي، إذ أن من يمتلك القدرة على جمع المعلومات وتحليلها هو الأقدر على توجيه القرارات وصياغة أنماط السيطرة والتأثير. 2. ضرورة التعامل الواعي والنقدي مع أدوات الذكاء الاصطناعي، دون الانبهار بقدراتها أو اعتبارها الحل النهائي لمشكلات العالم المعاصر، مع الحفاظ على النظرة المتوازنة التي تضع التقنية في إطارها الوظيفي والأخلاقي. 3. حث المستخدمين والباحثين على تطوير نسخهم المحلية والمخصصة من أنظمة الذكاء الاصطناعي بما يعزز الخصوصية الثقافية والمعرفية ويخدم الاحتياجات الفعلية للمجتمع العربي. 4. الدعوة إلى إنشاء نظام معرفي متكامل للذكاء الاصطناعي تتبناه جامعة القاهرة بالتعاون مع جامعات عربية وخليجية وإفريقية، ليكون نموذجًا إقليميًا لتطوير حلول مبتكرة في مجالات الإعلام والتعليم والبحث العلمي. 5. التحذير من مخاطر الاستخدام غير الأخلاقي للذكاء الاصطناعي، خاصة في ما يتعلق بانتهاك الخصوصية والملكية الفكرية والكرامة الإنسانية، وضرورة وضع أطر حاكمة تضمن حماية حقوق الأفراد والمؤسسات. 6. التأكيد على أن الذكاء الاصطناعي مكمل للذكاء البشري وليس بديلاً عنه، وأن العلاقة بين الطرفين يجب أن تُبنى على التكامل في الإبداع والتحليل واتخاذ القرار. 7. ضرورة إخضاع توظيف الذكاء الاصطناعي في المجالات الإعلامية لضوابط مهنية وأخلاقية واضحة، بما يضمن توجيه استخدامه لخدمة الممارسة الصحفية الرصينة ودعم مصداقية المحتوى الإعلامي. 8. أهمية تدريب الكوادر الإعلامية والعاملين في المؤسسات الصحفية على الاستخدام الفعّال لأدوات الذكاء الاصطناعي، بما يسهم في تطوير الأداء المهني وتحسين جودة الإنتاج الإعلامي. 9. اعتبار التحدي الحقيقي في المرحلة المقبلة هو الانتقال بالذكاء الاصطناعي من أداة مساعدة إلى أداة لإنتاج المعرفة، تسهم في بناء منظومة فكرية قائمة على التحليل العميق والابتكار البحثي. 10. الدعوة إلى دمج الإعلام والتعليم مع الذكاء الاصطناعي من خلال تطوير مقررات وبرامج أكاديمية تتواءم مع التحول الرقمي وتستجيب لمتطلبات سوق العمل المستقبلية. 11. التأكيد على أن الذكاء الاصطناعي يمثل أداة مساندة في العمل الإعلامي والبحثي، تُسهم في رفع كفاءة الأداء دون أن تحل محل الإنسان أو تقلل من القيمة الإبداعية للعاملين في الحقل الإعلامي.