سفير باكستان خلال زيارة «الشروق»: الإعلام المصرى تعامل بحيادية ومهنية مع المواجهة المسلحة بين باكستان والهند

الدعم الباكستانى لإيران فى مواجهة العدوان الإسرائيلى كان سياسيا ودبلوماسيا وليس عسكريا

زار سفير باكستان فى القاهرة، عامر شوكت، جريدة «الشروق» يوم الأحد الماضى والتقى رئيس تحريرها الكاتب الصحفى عماد الدين حسين.
وتناول اللقاء مجموعة من المواضيع بما فى ذلك العلاقات الثنائية التاريخية بين مصر وباكستان، والتطورات الإقليمية الأخيرة فى جنوب وغرب آسيا والشرق الأوسط.
واستقبل حسين، السفير الذى رافقه، المستشار الإعلامى بسفارة باكستان محمد فيصل إلياس، ومسئول الإعلام بالسفارة حنان حامد. كما حضر اللقاء هبة غريب، مديرة مكتب رئيس تحرير «الشروق».
ورحب حسين بالوفد الباكستانى، مؤكدًا على العلاقات التاريخية الجيدة التى تربط مصر وباكستان على مستويات كثيرة، مشيرًا إلى أن باكستان دولة إسلامية كبيرة.
من جهته، قال سفير باكستان: إن مصر تعد واحدة من أعظم الحضارات ودولة عربية مسلمة كبيرة، كما أن العلاقات بين البلدين قوية وتاريخية، مؤكدًا عزمه على تعزير العلاقات بشكل أكبر بين البلدين.
وأوضح شوكت أن الإعلام المصرى، بما فيه جريدة «الشروق»، لعب دورا وصفه بال«قدوة» فى تناول الأزمة الأخيرة مع الهند، مشيرًا إلى أن الإعلام المصرى كان محايدًا وواقعيًا، موضحًا أنه كانت هناك أخبار مزيفة تروج فى وسائل إعلام، ليست مصرية، فيما يتعلق بباكستان.
وتابع السفير الباكستانى: أتطلع خلال فترة عملى فى مصر للتعاون معكم، وأعتقد أن هناك الكثير من الممكن أن نقدمه سويًا، لما فيه نفع للبلدين.
من جهته، أكد حسين أن سياسة جريدة «الشروق» التحريرية ترتكز على «المهنية أولاً وأخيرا»، فى الأخبار والتقارير.
وسأل حسين السفير حول طبيعة دعم بلاده لإيران فى الحرب الأخيرة مع إسرائيل وما قيل عن دعم عسكرى، ورد السفير قائلاً إن رئيس وزراء باكستان محمد شهباز شريف ووزير خارجية باكستان محمد إسحاق دار، تحدثا عن هذه النقطة أمام البرلمان، مشيرًا إلى أن باكستان لم تشارك عسكريا فى هذا الأمر، لكن باكستان دعمت إيران سياسيا ودبلوماسيا بشكل كامل، وذلك انطلاقا من كونها دولة جوار.
وأضاف السفير الباكستانى: مثلنا مثل مصر فى هذا الأمر، نتطلع للعيش فى مناخ من السلام حولنا، وباكستان حاولت منذ البداية الوصول لحل دبلوماسى لهذه القضية، مشيرا إلى تواصل الاتصالات من جانب القيادة الباكستانية مع كل الشركاء فى المنطقة ومنهم مصر ووزير الخارجية المصرى بدر عبدالعاطى، حيث كانت مصر وما زالت معنية تماما بتحقيق الاستقرار فى المنطقة سواء بالنسبة للحرب فى غزة أو لأزمة البرنامج النووى الإيرانى.
كما تساءل حسين عن حقيقة التصريحات الصادرة عن مسئولين باكستانيين بشأن إمكانية مساعدة إيران عسكريا، ليرد سفير باكستان بأنه «تمت إساءة فهم مثل هذه التصريحات».
وحول انتهاء الأزمة تماما مع الهند من عدمه، قال سفير باكستان إنه من ناحية بلاده فقد انتهت هذه الأزمة، كما أن باكستان لم تكن ترغب فى اندلاعها منذ البداية، مضيفا: حين طلبوا وقف إطلاق النار، استجبنا لذلك، وسنلتزم بتعهداتنا.
إلى ذلك، قال شوكت إنه فى عام 1998 حين أجرت باكستان اختبارات نووية ردا على الاختبارات النووية للهند، كان توازن القوى التقليدية لصالح الهند إلى حد كبير فى ذلك الوقت، مشيرًا إلى أنه على مدى السنوات العشر أو الخمسة عشر سنوات الماضية، عملت باكستان على تعزيز القدرات القتالية التقليدية وليس النووية، مثل القوات الجوية والحرب بالطائرات بدون طيار «درون» والحرب الإلكترونية، فضلاً عن السلاح البحرى.
ووصف السفير هذا الأمر بالمدهش، وذلك خلال «حرب الأربع أيام مع الهند».
وأوضح السفير الباكستانى أنه حين يكون هناك نظام أسلحة للبلاد من مصانع مختلفة، يجب خلق آلية لتحقيق التناغم فى هذا الشأن، موضحا أن باكستان خلقت هذا التوازن مع وجود طائرات فرنسية وصينية وسويدية، مشيرا إلى أن التناغم كان عبر نظام إلكترونى تم تطويره فى باكستان.