طبقة مفرودة من اللحم المفروم فى شطيرة من الخبز الأبيض الطرى ترقد بين طبقات متعددة من إضافات تبدأ بالجبن السايح والخس والطماطم والخيار المخلل مرورا بالمايونيز والكاتشب والمستردة وحلقات البصل وقرون الفلفل الحامى إلى أن تنتهى بطبق جانبى من البطاطس المقلية على الطريقة الفرنسية وأحد المشروبات الغازية وفقا لاختيارك للحجم ونوع المشروب. الهامبورجر.. أحد الوجبات السريعة الأشهر التى صدرتها أمريكا للعالم تحت اسم سلسلة شهيرة من المطاعم انتشرت كالنار فى الهشيم فى بلاد العالم حتى وصلت الصين وبلاد تسمى بالاتحاد السوفيتى. يحظى الهامبورجر بقبول عارم لدى الشباب والأطفال ويعتبره البعض رمزا للعولمة.. فهل يستحق ذلك الإقبال عليه رغم أنه يأتى على رأس قائمة الأطعمة سيئة السمعة؟ يحظى بتلك الجاذبية الغذائية نظرا لأنه توليفة من مذاقات صناعية ونكهات كيماوية الأصل مضافة إلى مكوناته الطبيعية.. فهل نرد الشىء لأصله، فنعرف لماذا ينصح علماء التغذية بمقاطعته: الخبز الأبيض: أو الخبز الطرى الذى يذوب فى الفم لإضافة مواد غذائية صناعية للدقيق الأبيض المصنوع منه خبز غنى بالكربوهيدرات سريعة التحول إلى سكريات أولية تمتص بسرعة فى الدم.. فقير تماما فى المعادن والأملاح والألياف الغذائية التى تتوافر فى الخبز المصنوع من حبات القمح الكاملة. اللحم المفروم: عادة ماىكون من قطع اللحم الرديئة وبقايا المطابخ من الدهون المشبعة إلى جانب توليفة من التوابل الحريفة والمواد الصناعية التى تضفى نكهة الشواء على تلك الشريحة من اللحم المفروم. ليس رداءة اللحم فقط المأخذ الوحيد الذى يؤخذ عليها إنما طريقة تسويتها ووصولها إلى مرحلة النضج الكامل من عدمها، يجب أن تتخذ احتياطات النظافة الكافية عند التحضير إلى جانب الحرص على تمام نضجها فى حرارة يجب أن تتجاوز 75 درجة مئوية. عدم نضج اللحم المفروم يحمل خطر التلوث بأنواع عديدة من الميكروبات أهمها بكتيريا القولون العضوية أو E.coli 0157 وهى باكتيريا شرسة يكفى مائة منها فقط وهو رقم بالغ التواضع لإحداث نوبة معوية تشبه التيفويد فى قسوتها. الحرارة والإرهاق البدنى وآلام الجسد والعظام إلى جانب أعراض معوية حادة منها القىئ والإسهال الحاد والمغص القاسى، لا تنحصر أخطار تلك النوبة فى الجهاز الهضمى إنما يمكن أن تسفر عن فشل كلوى أو جلطة فى شرايين المخ. المايونيز والكاتشب والمستردة: كلها مواد وإن كان معظمها طبيعى، إلا أنها تحوى كما من الطاقة هائلا يزيد من أعباء البدناء. الطماطم والبصل والخص: توجد دائما بكمية ضئيلة لا تكفى للاستفادة منها كما لو توفرت فى طبق للسلاطة مثلا. البطاطس المقلية على الطريقة الفرنسية: مصدر مهم للطاقة يهدد الراغبين فى الحفاظ على أوزانهم المثالية إلى جانب نوع الزيت الذى تم قليها فيه. المشروبات الغازية: وما لها من آثار سيئة سواء ما تحتويه من سكر وما يغيب عنها من أملاح ومعادن مثل الكالسيوم الذى تتسبب فى تسربه فى البول ليحل محله الفوسفور فى العظام فتفقده صلابته وتصيبه فيما بعد بالهشاشة. قد لا تترك شطيرة العولمة بصمتها على جسد الإنسان وأنسجته وعظامه إذا ما اشتهاها الإنسان مرة فى الشهر ،لكن من يجعلون منها طعاما يوميا فإنهم بلا شك يجب أن يعودوا لفصول دراستهم الأولية ليراجعوا مقررات التغذية علهم يوفقون أوضاعهم قبل فوات الأوان.