أبرزت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية انتقادات تقرير منظمة العفو الدولية أمنستي السنوي لعملية الرصاص المصبوب التي اجتاحت خلالها إسرائيل قطاع غزة في نهاية 2008 وبداية العام الماضي، حيث اتهم التقرير إسرائيل بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات خطيرة للقانون الدولي خلال الاجتياح الذي استمر 22 يوما. وأضافت الصحيفة أن التقرير المكون من 430 صفحة شمل نظرة عامة على حالة حقوق الإنسان حول العالم وقائمة بانتهاكاتها في كل دولة خلال العام الماضي، مشيرة إلى أن الجزء الخاص بإسرائيل شمل انتهاكات جرت عقب عملية الرصاص المصبوب ومعاملة الفلسطينيين في الضفة الغربية. وأشارت الصحيفة إلى أن التقرير أدرج شن إسرائيل هجمات عشوائية وغير متناسبة ضد مدنيين فلسطينيين واستهداف وقتل فريق طبي، إضافة إلى استخدام المدنيين كدروع بشرية وإلقاء الفسفور الأبيض عشوائيا على مناطق سكنية مزدحمة بالفلسطينيين. كما ذكرت أن التقرير ألقى اللوم على إسرائيل لتسببها في إحداث أزمة إنسانية في غزة حاليا، عبر فرضها حصار غير قانوني، إضافة إلى الحصار العسكري الذي يقيد 1.5 مليون فلسطيني ونتج عنه أزمة إنسانية، كما أن إسرائيل تمنع دخول الإعانات الدولية والمساعدات الإنسانية إلى القطاع. وتابعت نقلا عن التقرير أن إسرائيل تحظر منح تصاريح لمغادرة غزة وتلقي العلاج الطبي أو تؤجله لمئات من المرضى، ما تسبب في قضاء 28 فلسطينيا على الأقل، بجانب أن القوات الإسرائيلية ارتكبت أعمال تعذيب واحتجزت فلسطينيين دون محاكمة وأجبرت البعض على ترك منازلهم، التي هدمتها وصادرت أراضيهم في الضفة الغربية والقدس الشرقية. حركة حماس وأضافت الصحيفة أن التقرير انتقد حملة الاختطافات التي شنتها حركة المقاومة الإسلامية حماس وارتكابها عمليات قتل متعمد وغير قانوني، إضافة إلى عمليات تعذيب وتهديدات بالقتل ضد المتهمين بالتعاون مع إسرائيل، كما انتقدت منظمة العفو الدولية السلطة الفلسطينية على ارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان من خلال هجمات منظمات التحرير الفلسطينية على المدنيين الإسرائيليين. وأضافت الصحيفة أن التقرير قال إن أكثر من 30 شخصا قتلوا خلال الصيف الماضي، فضلا عن إطلاق الرصاص على أقدام عشرات من الفلسطينيين، مما تسبب في جرحهم بأشكال استهدفت إحداث إعاقات دائمة بهم أو تعرض البعض للضرب المبرح أو التعذيب أو إساءة المعاملة، مشيرا إلى أن هذه الانتهاكات كافة تمت دونما أي عقاب، وبالموافقة الواضحة من قيادة حركة حماس. وأكدت أن التقرير لفت إلى رفض حماس المستمر السماح للجنة الصليب الأحمر الدولية بالدخول إلى جلعاد شاليط الجندي الإسرائيلي المخطوف، وأيضا القتلى والجرحى الإسرائيليين الذين تعرضوا لهجمات الصواريخ المنطلقة من غزة. كما ركز التقرير على العنف بين قوات حركتي فتح وحماس، متهما كليهما بانتهاك حقوق الإنسان من خلال عمليات الاعتقال التعسفي دون توجيه اتهامات أو إجراء محاكمات واستخدام القوة المفرطة والتعذيب، مما تسببت في مقتل مدنيين، إضافة إلى فرض قيود صارمة على حرية التعبير. جدير بالذكر أن ايتاي إبستين، مدير المنظمة في إسرائيل، ساند تقرير ريتشارد جولدستون الخاص بالأمم المتحدة -الذي اتهم كلا من إسرائيل وحماس بارتكاب جرائم حرب أثناء حرب غزة- حيث وصفه بأنه متوازن جدا وأن إسرائيل وحماس فشلتا في إجراء تحقيق مستقل بشأن انتهاكات حقوق الإنسان خلال العملية، وإنه بعد تنديد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بتلك الانتهاكات، فإن فرص تحويلها إلى المحكمة الجنائية الدولية سوف تكون ضعيفة جدا.