بدأت اليوم الاثنين في جلسة مغلقة أمام محكمة منطقة تل أبيب، محاكمة شابة إسرائيلية متهمة بالتجسس لإقدامها على كشف معلومات عسكرية سرية لوسائل إعلام. وقد تواجه أنات كام (32 سنة) حكما بالسجن المؤبد بتهمة كشف وثائق سرية مع نية الإساءة إلى أمن الدولة خلال خدمتها العسكرية الإلزامية بين 2005 و2007. وخصصت الجلسة الأولى كالعادة، لقراءة قرار الاتهام، في حين ستستأنف المحاكمة في يوليو المقبل، وفي هذه الأثناء لا تستطيع الشابة التي حكم عليها بالإقامة الجبرية 5 أشهر مغادرة منزلها. وأنات متهمة باستغلال وظيفتها كسكرتيرة للجنرال يائير نافي، قائد المنطقة العسكرية الوسطى، التي تشمل الضفة الغربيةالمحتلة، والاستيلاء على حوالي 2000 وثيقة مصنفة سرية للغاية. وبررت أنات ذلك بأنها تصرفت بهذه الطريقة لأسباب عقائدية. وقالت المجندة الإسرائيلية السابقة للمحققين إنه "كان من المهم بالنسبة لي أن اطلع الجمهور على أساليب الجيش.. وعلى مر التاريخ يتم الصفح عمن حذروا من جرائم الحرب". وأكد محامي المجندة، أفيجدور فيلدمان، أن موكلته "كانت تستطيع الدخول إلى جهاز الكومبيوتر الشخصي للجنرال نافي، واكتشفت فيه تعليمات مخالفة لقرار من المحكمة العليا، وسببت لها تلك التعليمات أزمة ضمير". وأوضح أن موكلته تلقت وعودا بمنحها حصانة لكن الدولة لم تحترم هذا الاتفاق، وتابع أن "أنات تلقت وعدا رسميا بعدم إجراء محاكمة لها إذا سلمت كل الوثائق التي تملكها لكن هذا الوعد لم يتم تنفيذه". وأضاف فيلدمان أنه "تم إقناعها في الواقع بإعادة كل الوثائق والتعاون مع السلطات لكن في نهاية المطاف قررت هذه السلطات محاكمتها بتهمة التجسس المشددة". وجاء في قرار الاتهام أن أنات كام نقلت معظم هذه الوثائق إلى أوري بلاو، محرر صحفي، بصحيفة هاآرتس (اليسارية) الذي أعادها على ما يبدو إلى الجيش في النهاية. واختار بلاو الذي يقيم حاليا في بريطانيا ألا يعود إلى إسرائيل قبل أن يحصل على ضمانات بأنه لن يحاكم، كما قال محاميه. وبفضل هذه الوثائق، نشر الصحفي سلسلة من المقالات التي تتعلق بتفاصيل عمليات، وطرق مثيرة للجدل يستخدمها الجيش. وذكر في أحد المقالات أن الجنود تلقوا تعليمات بتنفيذ عمليات اغتيال محددة ضد ناشطين فلسطينيين من الجهاد الإسلامي فيما كان من الممكن اعتقالهم، وذلك خلافا لقرار المحكمة العليا.