رغم التسمية فليس من الضرورى أن تكون سباحا أو لك علاقة بالبحر وأمواجه حتى تكون لك يوما أذن سباح. إنها التسمية التى تطلق على مجموعة من الأعراض تتعلق بالأذن التى يطولها الماء دائما، خاصة السباحين الذين يقضون وقتا طويلا فى الماء، فتتعرض آذانهم للبلل فترات طويلة، أو الذين يقضون أوقاتا طويلة فى الاستحمام أيضا.. تشمل تلك الأعراض: الرغبة فى هرش داخل الأذن بصورة ملحة. إفرازات مائية من الأذن. قد تتحول تلك الإفرازات المائية لإفرازات صفراء سميكة نوعا ما، لها رائحة غير محببة. إنخفاض فى حدة السمع فى الأذن المصابة. ألم شديد فى الأذن يتزايد مع لمسها ولو برفق وأيضا مع تحريك الرأس فى أى اتجاه. أذن السباح علميا تعنى التهاب قناة الأذن الخارجية (Otitis externa). ذلك الالتهاب الذى يسفر عن ألم شديد، خاصة للأطفال فيحير الأمهات، لكن إشارة الطفل لموضع الألم ينبهها بالطبع لمصدره. تعرض الأذن للبلل دون الاهتمام بتجفيفها جيدا بعد السباحة أو الحمام يعرض قناة الأذن الخارجية لتفاعلات الإكزيما (eczema) التى تتسبب فى موت خلايا الجلد السطحية وسقوطها على شكل قشور جافة صغيرة تحمل الإنسان على محاولة التخلص منها بهرش الأذن باستمرار. هرش الأذن قد يحدث جرحا فيها تهاجمه البكتيريا من أى نوع فى حالات كثيرة أو النظريات فى حالات نادرة. الماء بيئة مواتية تماما لانتعاش البكتيريا وغيرها من الميكروبات التى يمكن أن تصيب الأذن بعدوى قد يستغرق علاجها وقتا طويلا يستنفد فيها رصيد المصاب من الصبر على الألم. هناك أيضا بعض حالات مرضية من التهابات جلد الأذن نفسها أو إصابة الإنسان بمرض الصدفية، أما أكثر الأسباب شيوعا للإصابة بأذن السباح بعد الماء هو ما تعوده البعض من التخلص من شمع الأذن بتنظيفها بأشياء حادة مثل بنس الشعر أو أظافر اليد الطويلة. لا يدرك الإنسان أن شمع الأذن يحميها من الإصابة بالبكتيريا الضارة والفطريات وأن ما يحسبه تنظيفا للأذن إنما هو طريق يمهده للهجوم عليها. هناك أيضا مثبتات الشعر التى ترش فى شكل رذاذ أو استخدام الصبغات للشعر باستمرار هى الأخرى أسباب لالتهاب الأذن الخارجية، وإن كانت أسبابا أقل شيوعا. العلاج قد يقتصر الأمر على معاناة أربع وعشرين ساعة يمكن للإنسان فيها تخفيف حدة الألم بالوسائل المنزلية المعروفة مثل: غسيل الأذن الخارجية بأحد المطهرات المعروفة التى لا تؤذى الجلد ثم خلط مقدارين متساويين من الخل والكحول الأبيض تستخدم للتنظف فى الأذن 3 قطرات فقط يحتفظ بها فى الأذن لمدة 30 ثانية مرة كل ثلاث ساعات. لتخفيف الألم تستخدم كمادات ساخنة «فوطة صغيرة معصورة تماما» على الأذن المصابة وتترك دقائق حتى تبرد فيتم تبديلها. يفيد الأسبرين كثيرا فى تخفيف حدة الألم والحرارة إذا ارتفعت. مراعاة الاحتفاظ بالأذن بعيدا عن المياه طول فترة تأثرها باستخدام سدادة من الشمع أو القطن. إذا بقى الألم حادا بعد الأربع والعشرين ساعة الأولى أو اقترانه بارتفاع فى درجة الحرارة، يجب أن تستشير طبيبا متخصصا فى أمراض الأذن والأنف والحنجرة والذى سيقترح لك علاجا شافيا، غالبا ما يتكون من مضاد حيوى مناسب لنوع الميكروب إلى جانب بعض مستحضرات الهيدروكورتيزون التى ستريحك من الرغبة فى هرش الأذن ومظاهر الإكزيما إلى جانب أحد مضادات الألم القوية أو الأسبرين. وقد تقوم بغسيل أذنك من الداخل مستخدما طريقة الشفط الهين الذى يلائم حساسية الموقف وإحساسك بالألم. هناك أيضا وسيلة تراثية قديمة لتطبيب أذن السباح الملتهبة المؤلمة يقرها العلم وإن تردد البعض فى استخدامها، وهى إضافة قدر من عصير الثوم إلى قدر مساو من الجلسرين وقدر آخر من زيت الزيتون فى زجاجة نظيفة معقمة واستخدام القطارة لتنقيط ثلاث نقاط فى الأذن المصابة كل ثلاث ساعات. إنها إحدى صفات الثوم كمطهر وقاتل للميكروبات، ولك أن تختار لأذنك بين نصيحة مجرب أو سؤال الطبيب.