«الموسيقيون لا يعرفون قيمة أنفسهم ولا يعرفون أن قصة الموسيقى أكبر مما يتخيلون. القضية ليست صنع الأغانى، القضية هى الدفاع عن حضارة أمام حضارات أخرى، والحفاظ على ثقافة أمام ثقافات أخرى». بهذه الجملة تحدث الموسيقار عمار الشريعى فى اللقاء الذى حل فيه ضيفا على المركز الكاثوليكى مساء الجمعة ليكون المكرم رقم 11 فى احتفالية مشوار نجم، التى يقيمها المركز بشكل شهرى. عمار الشريعى أبدى سعادته بتكريمه من المركز الكاثوليكى، وقال: «لهذا المكان محبة خاصة فى قلبى لأنه المكان الذى منحنى أول جائزة فى حياتى عن موسيقى فيلم «حب فى الزنزانة»، وكان أول عمل أقدم له الموسيقى التصويرية». عمار تحدث عن صداقته بالموسيقار محمد عبدالوهاب وعن علاقته الشخصية به، «عبدالوهاب قال طول ما فيه مشايخ كويسين هيفضل فيه غناء كويس وتردى حال الغناء والموسيقى يمكن أن نلحظه فى مستوى المشايخ من المقرئين». المقرئ الآن يأخذ مقاما واحدا ما يخرجش من عليه دون موسيقى أو إبداع على عكس المقرئين الكبار الذين كانوا عشاقا للموسيقى والغناء، وأضافوا للموسيقى. واتذكر أن الاستاذ عبدالوهاب لجأ إلى الشيخ على محمود ليساعده فى تلحين «أنا من ضيع فى الهوى عمره». وعن مستقبل الغناء قال الشريعى: «أتصور بعد عشرين سنة أن أعانى تامر حسنى وعمرو دياب ستتحول إلى كلاسيكيات فى الأوبرا إذا سرنا بنفس المعدل وإذا أصرت الدولة على الغياب عن ساحة الإنتاج وتخلت عن دورها باعتبارها الكائن الوحيد المنوط به تحمل مسئولية الارتقاء بالذوق العام إذا لم تتدخل الدولة كجهة منتجة فعلى الغناء السلام». واستطرد قائلا: «صناعة الموسيقى والغناء تلفظ أنفاسها الأخيرة بسبب القرصنة وسرقة حقوق الملكية الفكرية». أما عن مشروعاته القادمة، فقال الشريعى ل«الشروق» «الآن أصبحت المسلسلات هى الملجأ الأخير ولدى عدد من المسلسلات أجهز لها أغانى المقدمة والنهاية، منها شيخ العرب همام ليحيى الفخرانى ومسلسل أكتوبر الآخر مع إسماعيل عبدالحافظ ومسلسل مذكرات سيئة السمعة مع المخرج خالد بهجت وغيرها من الأعمال الرمضانية». الموسيقار الكبير بدا كعادته متواضعا بسيطا متمتعا بروح الفكاهة وغنى من أجمل أغانيه وشاركه فى الغناء بعض تلاميذه، ومنهم على الحجار ومنى عبدالغنى وعلاء عبدالخالق. وفى نهاية الاحتفال، قام الأب بطرس دنيال بتسليم الشريعى درع المركز الكاثوليكى.