سارت الأمور فى الشارع المصرى كما تتمنى الحكومة، إلى حد كبير، وليس على هوى منظمى إضراب 6 أبريل .. فالشوارع ظلت هادئة ومعظمها يمارس روتينه اليومى لكن بعض الأماكن شهدت وقفات احتجاجية فى إطار «يوم الغضب» مثل نقابة الصحفيين وأمام مبنى الإذاعة والتليفزيون ومجلس الدولة، ولم يتغير الأمر كثيرا فى المحافظات. التغيير الوحيد كان فى الجامعات التى شاركت بفاعلية فى الإضراب. أما رجل الشارع العادى فقد انصرف إلى حال سبيله غير مكترث بدعوة الحزب الوطنى إلى حملة «عطاء الشباب» أو لنداءات منظمى الإضراب.. وجاءت المفاجأة الكبرى من المحلة الكبرى التى أعلنت عدم المشاركة فى الإضراب حتى لا تتحمل أعباءه وتكاليفه كما حدث فى العام الماضى. وأمام مجلس الدولة وفى إطار فاعليات «يوم الغضب» أعلنت قوى سياسية «إعلان القاهرة» الذى أصدره أيمن نور بعنوان «حان وقت التغيير» الذى يطالب بإطلاق الحريات السياسية وإلغاء جميع القيود المفروضة عليها. وشارك فى صياغة الإعلان أحزاب: «الغد والكرامة والعدالة والتنمية وحركة كفاية وحركة مصريون ضد الفساد بجانب نشطاء 6 أبريل». وعلى مقربة، فرضت قوات الأمن المركزى طوقا أمنيا على نقابة الصحفيين لقمع مظاهرة شاركت فيها قوى سياسية فى مقدمتها كفاية ونشطاء من حركة 6 أبريل أمام نقابة الصحفيين. ورفع المتظاهرون لافتات التأييد للإضراب، مرددين «الإضراب مشروع مشروع.. ضد الفقر وضد الجوع»، وما لبثت أن تحولت لشعارات ضد النظام والحكومة. كما أغلق الأمن أبواب اتحاد عمال مصر فى شارع الإسعاف، تحسبا لمظاهرة أمامه كان مقررا لها يوم الأحد. فى الوقت ذاته، شهدت جامعات حلوان والقاهرة وعين شمس مظاهرات وفاعليات احتجاجية نظمها طلاب الإخوان المسلمين بالتنسيق مع طلاب اللجنة التنسيقية الذين اختلفوا معهم أثناء التظاهر على الشعارات التى سيتم ترديدها. وفيما امتنع الإخوان عن المشاركة فى جامعة الأزهر وتراجعوا عن دعوتهم الأولى بالمشاركة، شارك إخوان جامعة عين شمس فى مظاهرات أسفرت عن اشتباكات مع قوات الأمن اعتقل على إثرها 3 طلاب من الإخوان و4 من شباب 6 أبريل ومصور صحفي. وعلى صعيد المحافظات، أفاد مراسلو «الشروق» أن الساعات الأولى من الإضراب شهدت وجودا أمنيا مكثفا فى عدد من المحافظات تحسبا لاندلاع أعمال عنف. واختفت مظاهر الإضراب فى محافظات الصعيد إلا أولئك الذين اضطروا للإضراب قسرا بفعل العوامل الجوية المضطربة فى بعض المناطق. ودخل 9 معتقلين فى كفر الشيخ فى إضراب مفتوح عن الطعام احتجاجا على اعتقالهم. ونفى د. محمد حبيب النائب الأول لمرشد جماعة الإخوان المسلمين وجود أى اتصالات مع قيادات بالحزب الوطنى عشية يوم الإضراب، بهدف الحد من تحركات ومشاركة الإخوان فى يوم الغضب. وقال نائب المرشد ل«الشروق»: لم يتصل بى أحد من الحزب الوطنى، ولم أتلق أى تحذيرات بشأن المشاركة فى إضراب من أي جهة، ويبدو أن تلك القيادات توهمت ذلك، ونحن لسنا مسئولين عما يدور بعقولهم من أوهام». وشدد حبيب على عدم وجود خطوط حمراء للجماعة، وقال «نحن نقوم بعمل دستورى وقانونى أقرته أحكام محكمة النقض، والاتفاقيات والمواثيق الدولية، ومادام يتم بشكل سلمى وحضارى ولم يؤد إلى المساس بالممتلكات فنحن معه». وعن وصفه بهمزة الوصل بين الجماعة والنظام من قبل قيادات بالوطنى قال «هذا الكلام عار تماما من الصحة ولم أكن همزة وصل حتى ولو عبر وسطاء» مضيفا أن بعض الجهات حاولت أن تبعث برسالة إلى الجماعة عبر تلك التصريحات، كما أنها تحاول إثارة الغبار حول شخص نائب المرشد». وعن آليات وحجم مشاركة الإخوان فى إضراب الأمس قال حبيب «لقد دعونا الشعب للتعبير عن غضبه ونحن فصيل من هذا الشعب، وعلى كل فصيل سياسى أن يعبر بالطريقة التى يراها على اعتبار أن كل مجموعة (بتشيل شيلتها) وتتحمل تبعات قرارتها دون خلط للأوراق». وأضاف «بشكل شخصى عبرت عن غضبى بأنى لبست بدلتى الغامقة، وتابعت نشاطى اليومى». يأتى هذا فى الوقت الذى اعتقلت قوات الأمن مساء أمس الأول «الأحد» 9 من قيادات الإخوان بالقليوبية أثناء وجودهم فى منزل قيادى إخوانى بمدينة بهتيم بشبرا الخيمة، واعتبرت الأجهزة الأمنية أن المجموعة كانت فى لقاء تنظيمى للتشاور فى آليات المشاركة فى إضراب الإثنين.