تصدرت قضية مياه النيل والأزمة المشتعلة بين مصر والسودان من جهة وبين بقية دول حوض النيل من جهة أخرى، قائمة اهتمامات الصحف العربية الصادرة اليوم الثلاثاء. كما تناولت العديد من الصحف أيضا التوترات القائمة بين حماس والحكومة المصرية، كما أبرزت أصوات المعارضة المصرية الداخلية وقانون الطوارئ، وصفقات بيع مباني اليهود المصريين الأثرية إلى رجال أعمال غير معروفين. الشعب المصري يدفع ثمن فشل أبو الغيط من جهته، انتقد عبد الباري عطوان رئيس تحرير صحيفة "القدس العربي" الموقف الدبلوماسي المصري من قضية مياه النيل. وقال إن الشعب المصري يدفع اليوم ثمن "الفشل المزمن" للدبلوماسية المصرية بزعامة وزير الخارجية أحمد أبو الغيط الذي وصف عطوان قراراته السياسية بالتعالي والانشغال بتكسير عظام الفلسطينيين بدلا من الحفاظ على مياه النيل، مما دفع دولة كإثيوبيا إلى الارتماء في أحضان إسرائيل. وأكد عطوان على أن السياسة المصرية على مدار 30 عاما، أساسها اللامبالاة، ومحاولات إرضاء أمريكا وإسرائيل بشتى الطرق، مما ألغى دور مصر وأصبح من المحتم على القيادة المصرية مراجعتها لأنها أصبحت تهدد أكثر من 80 مليون مصري. مصر متهمة بالتواطؤ مع إسرائيل ضد المصالح العربية وفي صحيفة "القدس العربي" أيضا، انتقد الدكتور محمد صالح المسفر، تصريحات الدكتور مصطفى الفقي التي قال فيها إن العروبة ليس لها مستقبل، وأن قطر تحاول وراثة الدور المصري في المنطقة. واتهم المسفر النظام المصري بالتواطؤ مع إسرائيل ضد المصالح العربية، كما دعا القائمين على مؤتمر دمشق بإلغاء دعوتهم للدكتور الفقي بسبب تصريحاته المسيئة للعروبة، واعترافه أنه سيذهب إلى دمشق فقط ليهذي بكلمتين! وتساءل المسفر عن جدوى ادعاء القيادة بعدما فقدت مصر دورها الإقليمي وهيبتها، الأمر الذي جعل قطر تحاول التوصل لحلول للأزمات المنتشرة في الشرق الأوسط بعد أن أصبحت مصر عاجزة عن حل مشاكلها الداخلية. واختتم المسفر مقاله بأن صرح بحبه لشعب مصر لكنه أكد أن النظام الحاكم المصري يحب نفسه أكثر من حبه لمصر أو لشعبها. شركات مجهولة تعرض شراء مباني القاهرة الأثرية بأي ثمن! ويبدو أن صحيفة "القدس العربي" تهتم كثيرا بالشأن المصري، فقد تناول حسام أبو طالب قضية بيع 25 مبنى أثريا كانت من الممتلكات التاريخية لليهود في مصر. وأشار إلى أن عددا من نواب المعارضة في البرلمان المصري طالبوا بالكشف عن المتورطين في صفقات البيع، واصفين ما حدث بأنه بيع لتاريخ مصر ومستقبلها، وشبهوه بعمليات شراء الإسرائيليين بأراضي الفلسطينيين. الجهاد الإسلامي تتهم القاهرة باعتقال كوادرها وفي صحيفة "السفير"، اتهمت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية أمس الاثنين، السلطات المصرية، باعتقال 16 من كوادرها أثناء محاولة عودتهم إلى غزة عبر مطار القاهرة الدولي. وقد شدد قيادي بالحركة على أهمية أن تفرج السلطات عن المحتجزين، وأهمية الحفاظ على العلاقات بين حركة الجهاد ومصر. معبر رفح مفتوح ليومين قادمين ذكرت صحيفة "القدس العربي" أن السلطات المصرية قررت تمديد العمل في معبر رفح البري ليومين إضافيين لتمكين أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين من المرور. وحتى الآن، عبر أكثر من 8000 فلسطيني منذ اليوم الأول لفتح المعبر السبت الماضي. وخصص المعبر لمرور الحالات المرضية والإنسانية. التوتر يتزايد بين حماس ومصر من ناحية أخرى، كتب وليد عوض في "القدس العربي" عن الأزمة الواضحة بين حركة المقاومة الإسلامية حماس والحكومة المصرية. ففي الوقت الذي انتشرت فيه أنباء بقطع الاتصالات بين مصر وحماس، نفت الحركة أن تكون القاهرة قد أبلغت قياداتها بقطع الاتصالات رسميا. في الوقت نفسه، مازالت حماس تتهم السلطات المصرية باعتقال وتعذيب أعضاء من عناصرها في السجون المصرية. قانون الطوارئ مشبوه وفاقد الشرعية وأخيرا كتب ميشيل كيلو في صحيفة القدس العربي أيضا، منتقدا استمرار حالة وقانون الطوارئ في مصر حتى الآن، مؤكدا أنه كان يستخدم في حالة الحرب، بينما تستغله الحكومة المصرية الآن لقمع معارضيها وكأنها تحاربهم هم وليس عدوا خارجيا معروفا للجميع. ووصف كيلو الطوارئ بالأداة فاقدة الشرعية، وقد أصبح من الواضح أن الدول العربية بشكل عام لا تستطيع الاستغناء عن قانون الطوارئ للحفاظ على السلطة والحكم، فالأنظمة العربية باقية طالما بقى الطوارئ مهما كانت قوة الأصوات المنادية بالإصلاح والتغيير.