قالت شبكة "سي إن إن" الإخبارية، إن حوالي 4 من كل 10 أمريكيين بالغين أي ما يعادل 39 بالمئة، يرددون أنهم يشعرون بالقلق الدائم بشأن دخل أسرهم، وما إذا كان كافيا لتغطية النفقات، وذلك وفقا لأحدث استطلاع أجرته الشبكة. وذكرت الشبكة، أن هذه النسبة تمثل ارتفاعا عن نسبة 28 بالمئة التي تم تسجيلها في استطلاع مشابه أجري في ديسمبر 2021. وأضافت أن الأرقام الحديثة مشابهة لتلك التي شوهدت خلال الركود الكبير في 2008 - 2009، حيث بلغت النسبة حينها 37 بالمئة. ولفتت إلى التراجع الحاد في معدل التضخم، حيث ارتفعت أسعار المستهلك بنسبة 3 بالمئة على أساس سنوي في يوليو، مقارنة بالذروة البالغة 9 بالمئة في يونيو 2022، عندما ارتفعت أسعار الغاز فوق 5 دولارات للغالون. ويبدو أن الشبكة ذكرت أن العديد من الأميركيين لا يشعرون بتحسن حقيقي، حيث لا تزال الأسعار أعلى مما كانت عليه في العام الماضي، وكل ما حدث أنها ترتفع فقط بوتيرة أبطأ. ووفقا للاستطلاع، فإن 55 بالمئة من أولئك الذين يحصلون على أقل من 50 ألف دولار سنويا يشعرون بالقلق بشأن وجود ما يكفي من المال لتغطية النفقات. ولفتت "سي إن إن"، إلى أن نتائج الاستطلاع تشير إلى أنه بالرغم من الإحصاءات الوطنية التي تظهر انخفاض البطالة وتراجع التضخم، فإن ملايين الأمريكيين ما زالوا يعانون منذ سنوات من ارتفاع الأسعار. وأورد الاستطلاع، أن ثلثي الأمريكيين أو ما يعادل 65 بالمئة منهم، يقولون إن النفقات وتكاليف المعيشة هي أكبر مشكلة اقتصادية تواجه أسرهم اليوم، وأشارت الشبكة الإخبارية إلى أن هذا يمثل انخفاضا عن 75 بالمئة التي تم تسجيلها في صيف عام 2022، لكنه أعلى بكثير من 43 بالمئة الذين ذكروا مشكلة تتعلق بالنفقات في صيف عام 2021. ونقلت الشبكة الإخبارية عن جريج ماكبرايد كبير المحللين الماليين في شركة "بانك ريت"، قوله: "يمكننا التحدث طوال اليوم عن كيف أن التضخم آخذ في التراجع، لكن التأثير التراكمي للتضخم لعدة سنوات كان له تأثير كبير على ميزانيات الأسر". وأضاف ماكبرايد، أن البطالة منخفضة والاقتصاد ينمو والناس ينفقون الأموال، ولكن الواقع على الأرض يشير إلى أن اعتدال التضخم لا يعني انخفاض الأسعار، بل هي فقط لا ترتفع بالوتيرة السابقة نفسها. وأظهر استطلاع "سي إن إن" الإخبارية، أن 35 بالمئة من البالغين قالوا إنهم اضطروا مؤخرا إلى القيام بعمل إضافي لتغطية نفقاتهم. وأشار الاستطلاع، إلى أنه نتيجة للظروف الاقتصادية الحالية، فإن ما نسبته 69 بالمئة من الأمريكيين قالوا إنهم اضطروا إلى خفض الإنفاق على الترفيه، و68 بالمئة غيروا عاداتهم في مشترياتهم من البقالة، كما أن 41 بالمئة قلصوا قيادة السيارة، و37 بالمئة يلجؤون إلى ديون بطاقات الائتمان لتغطية تكاليف الضروريات. وفي يونيو الماضي، نشرت وكالة "بلومبيرغ" استطلاعا للرأي أفاد بأنه بالرغم من قوة الاقتصاد الأمريكي، وحيوية أسواق العمل وقوة أسواق البورصة وقطاع الإسكان، فضلا عن النمو القوي في الناتج المحلي الإجمالي، فإن ذلك لا يعكس انعدام الأمن المالي لملايين الأسر التي تشعر بالقلق بشأن مستقبلها وغير قادرة على الادخار. ووفقا للاستطلاع الذي أجرته جهة معنية بقياسات تكلفة المعيشة في الولاياتالمتحدة، فإن ما يقرب من ثلثي الأمريكيين من الطبقة المتوسطة يواجهون صعوبات اقتصادية ولا يتوقعون تحسنا في ظروفهم المالية. وذكرت الوكالة، أنه وفي استطلاع كبير شمل 2500 شخص، قال 65 بالمئة من الأشخاص الذين يكسبون أكثر من 200 بالمئة من مستوى الفقر الفيدرالي، (أي ما لا يقل عن 60 ألف دولار لأسرة مكونة من أربعة أفراد)، وغالبا ما يعتبرون من الطبقة المتوسطة أنهم يعانون ماليا. ومستوى الفقر الفيدرالي هو مقياس الدخل الذي تصدره كل عام وزارة الصحة والخدمات الإنسانية في الولاياتالمتحدة، ويستخدم لتحديد الأهلية للحصول على برامج ومزايا معينة. وأشار الاستطلاع، أيضا إلى أن نسبة كبيرة من الأمريكيين ذوي الدخل المرتفع يشعرون بعدم الأمان المالي، حيث أظهر الاستطلاع أن ربع الأشخاص الذين يكسبون أكثر من خمسة أضعاف مستوى الفقر الفيدرالي (أي دخل سنوي يزيد عن 150 ألف دولار لأسرة مكونة من أربعة أفراد)، يشعرون بالقلق بشأن دفع فواتيرهم.