- النقص يطال مستشفيات التأمين الصحي والصيدليات الخاصة - شعبة الأدوية: هناك انفراجة بدأت منذ أسبوع وتستمر حتى شهر ونصف الشهر لعودة سوق الدواء لطبيعتها - الصحة: انفراج الأزمة قريبا ولابد من استخدام البديل محلي الصنع فى ظل غياب دواء يفترض أن يكون رفيق دربهم فى رحلة الحياة، يواجه مرضى الأمراض المزمنة هاجسا يهدد صحتهم ويزيد من معاناتهم، فبينما تُشير التوصيات الطبية إلى ضرورة تناول أدوية محددة، تُخيّم سحبُ النقص على صيدليات المستشفيات الحكومية والتأمين الصحى، فضلًا عن صعوبة العثور عليها فى الصيدليات الخاصة. وفى هذا الإطار يعانى المهندس الستينى محمد عبدالله من مرض فى القلب، فى الحصول على الأدوية اللازمة له منذ شهور، حيث إن هناك دواء مصريا وآخر مستوردا، ويعجز عن العثور على أى منهما. وأضاف عبدالله أن تلك الأدوية وصفت له من قبل طبيب التأمين الصحى، وطلب بديلا لعدم توافرها إلا أن الطبيب أخبره بأنه لا توجد بدائل تتوافق مع حالته الصحية. لم يختلف الحال كثيرا بالنسبة للموظفى الحكومى المحال للمعاش خالد سعد، الذى قال للشروق إن «الإنسولين» الذى يصرفه شهريا من التأمين الصحى حيث يعانى من مرض السكرى لم يتمكن من الحصول عليه هذا الشهر لعدم توفره، مضيفا: «فى التأمين الصحى أبلغونى بمحاولة الحصول عليه من صيدلية خاصة ودفع سعره واسترداد المبلغ لاحقا». من جانبها قالت أروى على (ربة منزل) إنها تعانى مرضا مناعيا وهناك دواء مصرى محلى الصنع تعالج به منذ سنوات، وفوجئت منذ شهر بعدم توافر الدواء فى جميع الصيدليات المحيطة بها. ولفتت إلى أن هذا النقص فى الدواء أصابها بالرعب من عدم حصولها عليه والمشاكل الصحية التى من الوارد التعرض لها، مما دفعها للبحث عنه فى الصيدليات بالمحافظات الأخرى وعثرت على علبتين بشق الأنفس، وتتمنى أن تنتهى تلك الأزمة سريعًا. وأكدت هبة محمود (موظفة حكومية) أن لديها مشاكل صحية فى الغدة الدرقية، وتعالج منذ أكثر من 10 سنوات بدواء مستورد، لكن منذ شهور تعجز عن العثور على الدواء، مشيرة إلى أن إحدى أقاربها استطاعت العثور على علبة من الدواء ولكن بتركيز أعلى من التركيز المطلوب لحالتها الصحية. وأضافت أنها اضطرت لتقسيم حبة الدواء إلى قسمين وهى حبة صغيرة جدا، مما جعلها غير متساوية الجرعة، وسبب ذلك تدهورا فى حالتها الصحية. من جانبه، قال رئيس شعبة الأدوية بالاتحاد العام للغرف التجارية على عوف، إن هناك انفراجة فى نواقص الأدوية بدأت منذ أسبوع، وسوف تستمر إلى شهر ونصف الشهر، حتى تعود الأدوية الناقصة مرة أخرى إلى جميع الصيدليات. وأكد عوف ل«الشروق» أن هناك 80 ألف صيدلية فى مصر، ومع هذا العدد الضخم للصيدليات من الصعب وصول جميع الأدوية إلى جميع الصيدليات فى الوقت ذاته، ولكن تدريجيا ستتوفر جميع الأدوية. وعلق عوف على نقص أدوية أصحاب الأمراض المزمنة: المشكلة تكمن فى ثقافة المجتمع المصرى، والذى يطلب الدواء المستورد ويرفض المحلى مع أنه بالكفاءة ذاتها وأقل فى السعر. وأشار عوف إلى أنه ليس هناك نقص فى المادة العلمية للأدوية، بل هناك نقص فى الأسماء التجارية للأدوية، فعلى سبيل المثال، لو أن هناك نقصا فى الإنسولين المستورد، فهناك إنسولين مصرى متوفر فى السوق وفى التأمين الصحى وصيدليات الإسعاف بالقاهرة والمحافظات. من جهته، قال المتحدث الرسمى باسم وزارة الصحة حسام عبدالغفار، إن سوق الدواء فى مصر يحتاج لشهرين تقريبًا حتى تعود الأمور إلى طبيعتها عقب زيادة أسعار الأدوية مؤخرًا. وأضاف عبدالغفار ل«الشروق» أن هناك بدائل مصرية لجميع الأدوية المستوردة، فيما عدا أدوية الأمراض السرطانية وهذه الأدوية يتم توفيرها من قبل الوزارة. ولفت عبدالغفار إلى أنه يمكن لكل مريض مراجعة الطبيب المعالج لكتابة دواء مصرى متوفر فى السوق، لأن الأسماء التجارية ليست هى الأساس فى الدواء، وإنما المادة الفعالة، والمادة الفعالة موجودة فى منتجات محلية الصنع.