رصدت "الشعبة العامة للأدوية" بالغرف التجارية، شكاوى لعدد كبير من المواطنين يتضررون فيها من نقص بعض أنواع الأنسولين، وبيع بعضها في السوق السوداء بأسعار مرتفعة. وتعاني البلاد في الفترة الأخيرة, نقصً في العديد من الأدوية خاصة الأنسولين, إضافة إلى رفع سعر الأنسولين محلى الصنع من 38إلى 48 جنيهًا. ويعد "نوفو رابيد" هو الصنف الأكثر نقصًا بالصيدليات, وهو علاج "أنسولين" طويل المفعول من إنتاج شركة "نوفو نورديسك" الدنماركية أكبر منتج للأنسولين في العالم، كذلك صنف "مكستارد 10 ملل" وهو أنسولين واسع الاستخدام من إنتاج نفس الشركة. كما تعاني الصيدليات من نقص أصناف محلية الصنع مثل "أنسولينا جيت 10ملل"، و"أنسولينا جيت 4 مللى فيال" لشركة المهن الطبية، إضافةً إلى أصناف لبعض الشركات الأخرى وإن كان ليس عليها طلب كبير مثل الأصناف السابقة. وعلى الرغم من ارتفاع أسعار "إسولينا جيت ومكستارد" بنسبة كبيرة منذ بداية العام, بما يتراوح ما بين 25 إلى50%، ورغم ارتفاع أسعار أدوية الأنسولين العام الماضي بنسبة 50%؛ وهو ما ضاعف أسعارها بنسبة 100%، إلا أن التوريد منخفض من الشركات المنتجة. وقال الدكتور على عوف، رئيس شعبة تجارة الأدوية, إن النقص في الأنسولين ليس في كل الأنواع, بل في 3أصناف فقط. وأضاف ل"المصريون"، أن "سبب النقص في تلك الأصناف يرجع لعدة أسباب، من بينها, ارتفاع سعر المادة الخام, وقلة الكميات المستوردة من الخارج, أو استيراد مادة خام غير مطابقة, أو نقص المادة الخام نفسها لدى الموزع, أو بيع الكمية الموجودة في وقت قصير غير الوقت المخطط له". وأوضح، أنه "على سبيل لو أن الشركة طرحت مليون عبوة على أن تباع في 6 أشهر من الممكن أن تباع في 3 أشهر؛ مما يتسبب هنا في عجز وهذا يرجع لسوء التخطيط". وأشار رئيس شعبة تجارة الأدوية, إلى أن هناك نقصًا في أدوية أخرى مثل أمراض الفشل الكلوي مثل دواء "Ketostatel tab " للفشل الكلوي، والذي يباع ب420 جنيهًا للجمهور، بينما يباع بالسوق السوداء 750 جنيهًا، و"Epanoten ca " المعالج لمرض الصرع ونقص فيتامين "D " وسعره للجمهور 11.25 جنيه، ويباع في السوق السوداء ب50 جنيهًا، ودواء مرض الوهن العضلي والأدوية الخاصة بجهاز التنفس، وأقراص ضغط الدم للحوامل ومرضى السكر ومعظم قطرات ومراهم العين المستوردة. وأكد أن "استمرار ظاهرة نواقص الأدوية أدت إلى خلق سوق سوداء للدواء في مصر"، مشيرًا إلى أن "الشعبة بصدد تقديم مذكرة لوزارة الصحة تتضرر فيها من تزايد أعداد نواقص الأدوية في السوق المحلية وشكاوى المواطنين وتطالبها بالاهتمام بقطاع الدواء منعًا لحدوث أزمات في السوق المحلية". وقال طارق أبو النجا (صيدلي) إن "النقص في تلك الأصناف سببه أن الشركات أوقفت توزيع وتوريد تلك الأصناف للصيدليات بشكل كبير على الرغم من حاجة مرضى السكر المستمرة لها، لأن هذه الأدوية مزمنة وتؤخذ مدى الحياة، وبالتالي فإن نقصها يجعل المرضى ساخطين على الصيادلة ويتهمونهم بإخفائها". وأضاف ل"المصريون"، أن "الشركات خفضت الحصة ل25 عبوة فقط شهريًا لكل صيدلية من أصناف الأنسولين الشهيرة، كما أن بعض الأصناف الأخرى توقفت الشركات الأخرى عن توريدها، وهو ما يقلل ربحية الصيادلة". وأوضح, أن "شركات التوزيع مجبرة على تخفيض الكميات التي تورد للصيدليات، بعد تقليل الشركات المصنعة شحنات التوريد". وقال الدكتور محيي الدين عبيد، نقيب الصيادلة، مفسرًا النقص في دواء الأنسولين بالصيدليات، إن "هناك خللًا في الشركة المصدرة للدواء، ويوجد نقص في الدواء من الشركة المصدرة، وأنها أيضًا قللت الحصة التي تصدرها للدولة، كما أنها ألغت المستحضر الدوائي التابع لها من مصر". وأشار إلى أن المخزون الاحتياطي للأنسولين يكفي ل7 أشهر من الآن بفضل الشركات الأخرى.