فى محاولة للبحث عن سر إخفاقات السينما فى العام الماضى أكد موزعو الأفلام المصرية أن الفيلم الأجنبى وبصفة خاصة الأمريكى الذى بدأ عرضه فى الموسم الصيفى جنبا إلى جنب الفيلم المصرى أحد أهم أسباب هذه الخسائر السينمائية وهو اتهام صريح يراه البعض محاولة لإخلاء الملعب من أفلام هوليوود فى حين يراه البعض الآخر شماعة جديدة يعلق عليها صناع السينما المصرية فشلهم. «الشروق» بحثت عن حقيقة الخسائر التى يسببها الفيلم الأجنبى فى هذا التحقيق شادى زند مدير التوزيع والمبيعات ومسئول متابعة دور العرض بشركة يونايتد موشن بيكيتشرز التى توزع أفلام فوكس ووارنر بمصر يرى أن اتهام الفيلم الأجنبى بأنه سبب خسائر السينما المصرية نكتة بايخة ويقول: موزعو الأفلام العربية حيرونا فهم يأتون لنا فى الشتاء وفى الأوقات التى يرون أنها لا تصلح كمواسم سينمائية ويطلبون أفلامنا بل يستغيثون من أجل أن نمدهم بالأفلام الأجنبية حتى لا تغلق دور العرض وعندما يجدون لديهم أفلاما مصرية فى الصيف يقولون إن عرض الأفلام الأجنبية هو السبب فى خسائرهم وكأننا موجودون لخدمتهم فقط، إضافة إلى أن الأفلام الأجنبية لها مشاهدها الذى لا يمكن أن تحرمه لأكثر من ثلاثة أشهر من متابعة أحدث الأفلام التى يحبونها ونصبح متخلفين عن متابعة الأفلام الأجنبية بعد ما أصبحنا نعرض هذه الأفلام فى نفس توقيت عرضها فى أمريكا نفسها. ويضيف شادى: أصبح لدينا والحمد لله عدد لا بأس به من دور العرض والشاشات ولا أعتقد أن الفيلم المصرى وحده قادر على أن يكفى هذه الشاشات ولذلك ومن أجل أصحاب الشاشات يجب أن يوجد الفيلم المصرى والفيلم الأجنبى على مدار العام وأتمنى ألا ترتفع الأصوات التى تنادى بعدم عرض الفيلم الأجنبى من أجل أن يسود الفيلم المصرى دور العرض بأفكار كان من الممكن أن تكون مقبولة فى الستينيات. أحمد توفيق الخبير فى توزيع الأفلام الأجنبية والمدير التنفيذى للشركة المصرية الإعلامية يؤكد أن ما يسوقه الموزع العربى مجرد حجج ويضيف: إجمالا الفيلم الأجنبى ليس له علاقة بالفيلم المصرى لا من قريب أو من بعيد فهم شرائح مختلفة فهناك من يتابع فقط الأفلام الأجنبية من الجماهير وهناك أيضا من يتابع الأفلام المصرية فقط وهناك من يتابع الاثنتين معا ولذلك فأنا لا أعتقد أن وجود فيلم أمريكى يمكن أن يسبب خسارة لفيلم مصرى إضافة إلى أن موزعى الأفلام المصرية يريدون أن نخلى لهم الساحة فى فصل الصيف الذى يرون أنه موسم مهم للسينما المصرية فماذا سيفعلون إذا تغير الموسم بسبب التغيرات المناخية وأصبح فى الشتاء وهذا سوف يحدث قريبا بسبب زحف شهر رمضان على أشهر الصيف، إضافة إلى أن السينما المصرية لا تنتج كما كبيرا من الأفلام يمكنها من سد احتياجات الشاشات الكثيرة الموجودة الآن، ولا يمكن أن تظل هذه الشاشات خالية. ويضيف توفيق: كل ما يسوقه موزعو الأفلام المصرية من أسباب متعلقة بدور الفيلم الأجنبى فى خسائر الفيلم المصرى مجرد حجج فالناس كلها العاملة فى الصناعة تعرف أن الانقسام الموجود بين الشركتين الكبار للتوزيع هو سبب المشكلات كلها. طارق صبرى مدير عام شركة موزعى الفلام المتحدة يؤكد أن خسائر الفيلم المصرى لها أسباب أخرى لا علاقة بالفيلم الأجنبى بها ويقول: الفيلم المصرى يخسر فى حالتين أن يكون مستوى الفيلم فنيا سيئا فيبتعد الناس عنه ويرفضون مشاهدته وأن تكون ميزانيات الفيلم مبالغ فيها جدا وربما تتسبب هذه الميزانيات فى توقف الفيلم وخروجه بشكل غير لائق فى كثير من الأحيان. ويضيف طارق: موزعو الأفلام المصرية يعرفون جيدا أن الفيلم الأمريكى هو من يساندهم لأن هناك مشكلة فى عدد الأفلام التى تنتج سنويا ومن غير المعقول أن نترك الشاشات خالية وأعتقد أن الجمهور يضع الفيلم المصرى فى مقدمة اختياراته ولهذا لا يمكن أن نقارن بين الفيلم المصرى والفيلم الأمريكى فى أشهر الصيف، نحن مثلا سوف نطرح فيلمين فقط خلال هذا الموسم فهل تعتقد أنهما سوف يكونان عائقا أمام باقى الأفلام المصرية.