بعد مرور عشر سنوات على رحيل الكاتب الكولومبي الكبير غابرييل جارسيا ماركيز صاحب جائزة نوبل في الأدب عام 1982، يعود ماركيز برواية جديدة بعد الرحيل، وذلك عن طريق دار جراسيت التي ستنشر له رواية قصيرة بعنوان "نلتقى فى أغسطس"، وذلك على الرغم من رفض الكاتب آنذاك في حياته نشر روايته الأخيرة، لكن أبناءه خالفوا قراره. ورفض ماركيز نشر روايته الأخيرة "نلتقى فى أغسطس"، بسبب معاناته من الخرف أثناء كتابتها، لكن أبناءه كان لهم رأى آخر حيث أعلنوا أن العمل الأدبى الأخير لماركيز يستحق النشر والخروج إلى النور، وقد صرح أبناء غابرييل جارسيا ماركيز قائلين عن الرواية الأخيرة المنتظرة لوالدهم الراحل: "رواية نلتقى فى أغسطس كانت نتيجة جهد والدنا الأخير لمواصلة الإبداع رغم كل الصعاب، وأضاف: "لدى قراءة المخطوط مرة أخرى بعد عشر سنوات تقريباً على وفاة والدي، اكتشفنا أن النص يزخر بالعديد من المزايا التي تستدرج القارئ إلى التمتع بأبرز ما في أعماله: قدرته على الإبداع، ولغته الشعرية، وسرديته الأخّاذة، ومعرفته العميقة بمكامن النفس البشرية، والتصاقه بما عاشه من تجارب، وبخاصة في الحب الذي ربما هو المحور الأساس والمحرك الأول لكل أعماله"، وربما يعتبرون أن العمل على هذه الرواية ساعد فى إبطاء آثار خرف والدهم، ففى النهاية لم يكن الخرف هو الذى أفضى إلى موته فى النهاية، بل الالتهاب الرئوي. وبكل تأكيد لا يمكن مقارنة كتاباته ما كتبه "جابو" قبل الخرف بهذه الرواية التي صدرت بعد وفاته بعشر سنواتى كاملة وسط تكهنات وأسئلة كثيرة، والسؤال الأهم هل الخرف سيغير أسلوب الأب الروحي للواقعية الغرائبية؟ بالنظر لرجل مثل "جابو" فإنه أمر مستبعد من كاتب غزير الأنتاج مثله، ولكن بالطبع من الممكن أن نشهد بعض التغيرات طفيفة والتفاصيل، لترينا كيف كان "جابو" يكتب في تلك اللحظة من حياته. غابرييل جارسيا ماركيز هو كاتب وروائي وقاص وصحافي كولومبي يعد من أشهر الكتاب حول العالم سواء على مستوى المقرؤية أو المبيعات أو أراء النقاد، أو من حيث ترجمة أعماله إلى لغات مختلفة حول العالم بالإضافة لفوزه بجائزة نوبل للآداب عام 1982، والعديد من الجوائز والتكريمات الأخرى، كما يوصف "جابو" بأنه الأب الروحي للكتابة الواقعية الغرائبية.