تقيم السلطات الكولومبية حفل تأبين للأديب الراحل الحائز على جائزة نوبل غابرييل غارسيا ماركيز في الكاتدرائية الوطنية في العاصمة بوغوتا الثلاثاء المقبل. ويحضر الحفل الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس، لكن لم يتضح بعد ما إذا كانت عائلة ماركيز ستحضر أم لا. وأكد أقارب ماركيز حضورهم، وذلك برغم أنهم سيحضرون حفل تأبين آخر لماركيز في العاصمة المكسيكيةمكسيكو سيتي الاثنين. وكان ماركيز مؤلف رواية "مئة عام من العزلة" قد توفي الخميس الماضي في المكسيك التي عاش فيها أكثر من ثلاثين عاما من حياته. ويقول أرثر والاس مراسل بي بي سي في بوغوتا إن الكولومبيين يشعرون بأن ماركيز، الذي يعتبره كثيرون أعظم أبناء كولومبيا، يجب أن يكرم في وطنه. وطن ثان وكان ماركيز قد فر من كولومبيا عام 1981، بعد علمه بأن الجيش الكولومبي يعتزم التحقيق معه حول اتهامات بارتباطه بالمتمردين اليساريين في البلاد. يعتبر أغلب الكولومبيين ماركيز أعظم أبناء وطنهم وانتقل ماركيز إلى المكسيك برفقة عائلته إلى أن توفي هناك قبل أيام. ومن المقرر أن يُكرم ماركيز في حفل تأبين في قصر الفنون الجميلة "دار الأوبرا الرئيسية" في مكسيكو سيتي الاثنين. وسيحضر الحفل الرئيس الكولومبي سانتوس ونظيره المكسيكي إنريكي بينا نييتو. كما تجرى مراسم دفن رمزية لماركيز بالتزامن مع الحفل في بلدة أراكاتاكا مسقط رأسه. وغداة ذلك الحفل، تقيم كولومبيا الثلاثاء حفلها لتأبين لماركيز الذي حصل على جائزة نوبل في الآداب عام 1982. وينقل التلفزيون الكولومبي الرسمي هذا الحفل، بينما ستتاح كتب ماركيز في المكتبات والمتنزهات العامة للقراءة المجانية أمام الجميع خلال الأيام القليلة المقبلة. وكانت جثة ماركيز قد حرقت في جنازة خاصة في المكسيك. وقال السفير الكولومبي في المكسيك خوسيه غابرييل أورتيز إن عائلة ماركيز لم تقرر بعد ما إذا كان رماد جثته سيبقى في مكان واحد أم سيتم نثره بين بلديه الأصلي كولومبيا والثاني المكسيك. وعاني ماركيز من المرض في أيامه الأخيرة ولم يظهر علنا إلا نادرا. وخرج من المستشفى في مكسيكو سيتي الأسبوع الماضي بعد إصابته بالتهاب في الرئة والمسالك البولية، وقيل حينها إنه يعاني من ضعف شديد. ثم أعلنت وفاته الخميس الماضي. الواقعية السحرية يعتقد أن ماركيز رمز إلى بلدة أراكاتاكا مسقط رأسه باسم ماكوندو في روايته مئة عام من العزلة يعد غابرييل غارسيا ماركيز واحدا من أعظم كُتَاب اللغة الأسبانية. وفي عام 1967 ترجمت روايته "مئة عام من العزلة" إلى عدة لغات وبيع منها نحو 30 مليون نسخة. وكان ماركيز رائدا لأدب الواقعية السحرية الذي يمزج بشكل فريد بين الواقع والخيال بطريقة تجعل الخيال وكأنه شيئ طبيعي. وأشاد رؤساء وكتاب كثيرون بالتراث الفكري لماركيز. وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن العالم "فقد واحدا من أعظم الكتاب المتفردين". وكتب الرئيس الكولومبي سانتوس على حسابه بموقع تويتر: "ألف عام من العزلة والحزن لوفاة أعظم أبناء كولومبيا على مر التاريخ. هؤلاء العمالقة لا يموتون". ووصف الأديب البيروفي الحائز على جائزة نوبل ماريو فارغاس يوسا ماركيز بأنه "كاتب عظيم". وكان ماركيز ويوسا قد انخرطا في سجال طويل انتهى بشجار في الشارع عام 1976. وقال يوسا لوسائل الإعلام البيروفية: "أعطت أعماله الأدب امتدادا واسعا وسمعة عظيمة. ستبقى رواياته وستجد قراءا جددا في كل مكان" وقالت الأديبة التشيلية إيزابيل أليندي: "أدين له باندفاعي واختياري الدخول في مجال الأدب. أجد في كتاباته أسرتي وبلدي والناس الذين عرفتهم طيلة حياتي. أجد ألوان وحركة وتنوع قارتي". صداقة أثارت جدلا كان ماركيز صديقا مقربا من الزعيم الكوبي فيدل كاسترو وتتضمن أعمال ماركيز أيضا رواية "الحب في زمن الكوليرا" و"قصة موت معلن" و"الجنرال في متاهته". وكان ماركيز شخصية سياسية في بعض الأوقات. وأثارت صداقته مع الزعيم الكوبي فيدل كاسترو جدلا في الوسط الأدبي والسياسي في أمريكا اللاتينية. لكن ماركيز كان يصر على أن علاقته بكاسترو علاقة أدبية. وقال في إحدى المقابلات: "فيدل شخص مثقف جدا، وحينما نلتقي نتحدث عن الأدب".