يعد مشروع التجلي الأعظم بمدينة سانت كاترين، مشروعا سياحيا ضخما يحظى باهتمام القيادة السياسية، كونه ضمن خطة التنمية المتكاملة لجنوبسيناء، وهو يتضمن تطوير المنطقة بالكامل مع وجود امتداد سياحي بيئي جديد لتعظيم الاستفادة من هذه البقة الروحانية، مع الحفاظ على طابع المدينة البيئي والتاريخي. وقال اللواء خالد فودة محافظ جنوبسيناء، إن مدينة سانت كاترين تعد منطقة متنوعة بيئيًا بجانب تميزها بالروحانيات كونها ملتقى للديانات السماوية الثلاثة، ومسجلة ضمن قائمة التراث العالمي نظرًا لمعالمها النادرة؛ لذا وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بإقامة مشروع "التجلي الأعظم" على أرضها، لتهيئة المدينة لتكون منطقة عالمية للسياحة البيئية والروحانية والترفيهية، مما يدفع عجلة التنمية الحقيقية داخل المنطقة، خاصة أن المشروع يتضمن إقامة بازارات للمنتجات السيناوية، والأعشاب الطبية، بشكل يسهم في توفير العديد من فرص العمل لأبناء المدينة، والاستفادة من مقومات المنطقة الطبيعية وما ينتشر بها من نباتات طبيعية. وأكد المحافظ، في تصريح ل"الشروق"، أن العمل في المشروع يجري على قدم وساق رغم حالة الصقيع التي تشهدها المدينة؛ استعدادًا لافتتاحه في الموعد المحدد، مشيرًا إلى أنه يجري الإعداد لهذه الافتتاحية بحيث تكون حملة دعائية كبرى للترويج السياحي للمنطقة، واستهداف أكبر عدد من السائحين محبي السياحة الدينية والبيئية والتاريخية والترفيهية حول العالم، كون هذا المشروع يبرز مكانة المدينة الدينية وموقعها الجغرافي الفريد والمتميز. وأوضح أنه يجري متابعة مراحل التنفيذ أولا بأول من قبل القيادة السياسية، يتضمن تطوير المنطقة بالكامل بداية من البنية التحتية "طرق، وشبكات مياه، وصرف صحي، وكهرباء" وإنشاء 14 مشروعا جديدا، ونحو 386 غرفة سياحية على أعلى مستوى. وكشف عن الانتهاء من إنشاء محطة محولات بطاقة 40 ميجا، وشبكة اتصالات متكاملة، وفندق جبلي يتضمن 150 غرفة وأجنحة، ونزل بيئي جديد يضم 192 غرفة، ومنتجع جبلي يضم 44 غرفة، ومنطقة سكنية جديدة متكاملة الخدمات بحي الزيتونة تتضمن 546 وحدة سكنية، ومسجد وكنيسة، ومحلات تجارية، وملاعب. وأشار إلى إقامة مركزًا للزوار، وساحة السلام لإقامة المؤتمرات والندوات والفعاليات الدولية، وتطوير ممشى دير القديسة كاترينا، مؤكدًا أنه جرى الانتهاء من بعض أجزاء المشروع بنسبة 100%، وتجاوزت النسبة العامة للمشروع ال80%. ولفت إلى أن جميع أعمال المشروع تتناسب مع طبيعة المدينة كمحمية طبيعية، من خلال مراعاة اختيار المواد الحجرية المناسبة للطابع الجبلي التي تتميز به المنطقة، وتطوير وجهات المنازل بالأحياء القائمة لتتناسب مع الشكل العام للمشروعات الجديدة، وتطوير مسجد الوادي المقدس بالمنطقة التراثية، مع الاهتمام بأعمال التشجير من خلال التوسع في زراعة الأشجار التي تشتهر بنموها في المنطقة، ومنها أشجار النيف واللوز والخروب والتين، إضافة إلى أكثر من 4 آلاف شجرة زيتون. وأضاف أنه جرى تطوير شبكة الطرق المؤدية للمدينة، ومنها ازدواج وتطوير طريق النبي صالح – المدينة بطول 9 كيلو مترات، وتوسعة وتطوير طريق وادي فيران – سانت كاترين بطول 90 كيلو مترا، وربط المدينة بمدن خليج العقبة السياحية عن طريق محاور مرورية على أعلى مستوى. وكشف عن تنفيذ أعمال الحماية من السيول للحفاظ على هذه الطرق، وجار دراسة تطوير وازدواج طريق مطار سانت كاترين بطول 90 كيلو مترا، وتطوير مطار سانت كاترين ليصبح مطارًا دوليًا يعمل على مدار 24 ساعة.