أكد المقطع المصور لعملية قنص جنود إسرائيليين شمالي غزة، مدى فعالية سلاح القنص في حسم المعارك، وذلك السلاح رافق مسيرة المقاومة الفلسطينية منذ سنين، حاسما الكثير من الملاحم بعمليات نوعية اعترف الإعلام الإسرائيلي بقوتها وخطورتها مما جعلها سلاحا محوريا لدى فصائل المقاومة. وتستعرض جريدة "الشروق"، أشهر عمليات القنص النوعية في مسيرة المقاومة الفلسطينية. - إبادة حاجز أمني ببندقية الحرب العالمية شهد عام 2002 خلال انتفاضة الأقصى، موجة قمع واسعة للفلسطينيين بالضفة الغربية، وبالتزامن مع الحملات الأمنية ودون وفرة السلاح المتطور بأيدي المقاومين، ولكن شاب فلسطيني تمكن من تنفيذ عملية قنص فريدة من نوعها بسلاح عتيق منذ عهد الحرب العالمية الثانية. وذكرت صحيفة هآرتس العبرية، تفاصيل العملية حيث إن الشاب ثائر حماد من رام الله ترصد حاجزا أمنيا إسرائيليا في منطقة وادي الحرامية مستخدما بندقية من نوع إم 1 وهي بندقية قديمة. يذكر أن الحاجز الذي كان موجودا في وادي عيون الحرامية واشتهر بتنكيله للفلسطينيين. وأطلق ثائر، عدة طلقات مستهدفا الحاجز الأمني؛ ليسقط 13 قتيلا و9 جرحى، ولم يتوقف حتى انفجار البندقية قديمة الطراز من كثرة الطلقات. وتمكن ثائر، من الإفلات لسنتين وما ساعده كون العملية تم تنفيذها بشكل فردي؛ ليتم القبض عليه عام 2004 وتلقيه حكما بالسجن مدى الحياة. - الخليل وموجة رعب للمستوطنين المتعدين على الحرم الإبراهيمي شهد 2015 و2016، موجة من حوادث القنص الغامضة التي اشتركت في نوعية الضحايا من المستوطنين المهاجمين للحرم الإبراهيمي، إذ نفذت عدة عمليات قنص بتلك الفترة أسفرت عن جرح 4 جنود وبعض المستوطنين. وألقي القبض لاحقا على القناص نصر بدوي وشقيقه؛ ليتبين أن الأخوين المنتميين لحركة حماس بثا الذعر بين المستوطنين ببندقية محلية الصنع كانا يستخدمانها بمختلف العمليات دون أن يتمكن الأمن الاحتلال من الإيقاع بهما لأشهر. ويذكر وفقا لقناة "روسيا اليوم"، أن الخليل شهدت عملية قنص عام 2013 استهدفت جندي حارس للمقتحمين للحرم الإبراهيمي تسببت في مقتله، ولم يغير اعتقال قناص الخليل شيئا في غموض العملية التي لم يعرف منفذها. - مفاجآت قناصي غزة نقل موقع "والا" العبري، عام 2013 عن ضابط إسرائيلي أن القيادة الجنوبية تفاجئت بقدرات قناصة غزة بعد 4 عمليات قنص قاتلة تمت بين يوليو وديسمبر من نفس العام؛ ليدعي الضابط الإسرائيلي تلقي قناصة الفصائل الفلسطينية تدريبا إيرانيا على مهارات القنص. وتحدثت صحيفة "التايمز" الإسرائيلية عام 2018، عن تلقي الجيش الإسرائيلي مفاجأة مشابهة بعد 5 سنوات من موجة القنص المذكورة، بعد سقوط رقيب إسرائيلي قتيلا بطلقات قناصة خارقة للدروع من نوع شتاير ردا على استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي متظاهرين في قطاع غزة. - افتراس القناصة الإسرائيليين توسعت عمليات القنص قبالة قطاع غزة؛ لتطال قناصا شهيرا بجيش الاحتلال ردا على قيامه وعدد من الجنود بقتل فلسطينيين متظاهرين بينهما طفل. وذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت"، أن قناصا من حركة الجهاد استغل فتحة في الجدار الحدودي واستهدف من خلالها الضابط برائيل شاموئيل بطلقة أدت لمقتله. - القناصات بين حربي 2008 و2014 شهد سلاح القناصة، استخداما واسعا في التصدي لاجتياحين بريين سابقين للقطاع، حيث صرحت كتائب القسام بأنها نفذت في حرب 2008 حوالي 53 عملية قنص للجنود المتوغلين، ونفذت 22 عملية قنص فقط في حرب 2014. وشهدت عمليات القنص، قفزة في عام 2014 إذ أظهر أحد المقاطع المصورة في حينها استهداف جندي قسامي لقائد سرية دبابات إسرائيلية بطلقة تسببت بقطع يده ووفاته متأثرا بإصابته لاحقا. وتبع حرب 2014، إعلان كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، تمكنها من صنع أول قناصة فلسطينية محلية الصنع، وسميت بقناصة غول تيمنا باسم عدنان الغول أحد مصنعي السلاح القساميين المشهورين، وتعد البندقية تعديلا لبندقية شتاير النمساوية الخارقة للدروع.