كشفت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في معركة العصف المأكول قبل عامين، عن سلاح صنعته بأيدي مجاهديها رغم الحصار المفروض من سنوات، وكان لها الأثر الكبير في التصدي للقوات الإسرائيلية المتوغلة على أعتاب غزة، و حصد أرواح الجنود الصهاينة. ففي مثل هذه الايام وقبل عامين وبالتحديد في اليوم ال 28 من معركة العصف المأكول كشفت كتائب الشهيد عز الدين القسام عن إحدى مفاجآت الصناعات القسامية، والتي صنعت بأيدي مجاهدي القسام حيث قالت الكتائب في بلاغها العسكري أن مجاهديها تمكنوا من صناعة بندقية قنص من عيار 14.5 ملم وذات مدى قاتل يصل 2 كلم. وأطلقت الكتائب على البندقية اسم "غول" تيمنا بالشهيد القسامي القائد "عدنان الغول" أحد أبرز مهندسي كتائب القسام والذي اغتاله الاحتلال الإسرائيلي عام 2004م. عدنان الغول سجل الشهيد القائد المهندس "عدنان الغول" أبو بلال العديد من بطولات التي لم تنته حتى بعد استشهاده، حيث كرمته كتائب الشهيد عز الدين القسام بتسمية سلاح مصنع محليا للقناص باسمه، تخليدًا لإنجازاته التي حققها من خلال توليه قيادة وحدة التصنيع في الكتائب. ولقب الغول بكبير مهندسي كتائب القسام حيث استطاع أن ينقل المقاومة الفلسطينية نقلة نوعية من خلال تصنيع أسلحتها محليا في ظل الحصار المفروض وشح السلاح الذي يقاومون به أقوى ترسانة أسلحة في الشرق الأوسط، وكان من أبرز إبداعاته القسام والياسين والبتار فيما رحل قبل تحقيق حلمه بتصنيع صاروخ مضاد للطائرات. أما النقلة النوعية في مجال السلاح التي تمكن الشهيد الغول من تحقيقها فكانت في إعداد أول قنبلة يدوية، حيث اجتهد في تشكيل مادة TNT التي كان يضعها في كأس حتى تأخذ شكل القنبلة، ورغم شح وضعف الإمكانات المتوافرة إلا أنه تمكن من تصنيع عدد من القنابل. قدرات غول لم يقتصر الأمر على التفاخر بصناعة قناصة، بل بالتأكيد أنها تتفوق على كثير من غيرها أيضا في مدى الإصابة القاتل والذي يصل إلى 2 كيلو متر وفي عيار رصاصها (14.5)، وأكدت حركة "كتائب القسام" أن هذه القناصة دليل على تميز قسم الصناعات العسكرية لديها. وفيما تعد قناصة "شتاير HS.50" اختراعا نمساويًا مسجلا إلا أن الشركة المصنعة أعلنت بوضوح أنها أعطت عدة دول في العالم حقوق تصنيع السلاح الذي دخل أول مرة إلى الشرق الأوسط بعد صفقة بين الشركة النمساوية وإيران لاستيراد 800 بندقية في العام 2005 ليكون سلاح القوات الإيرانية في وحدات مكافحة الإرهاب ومكافحة المخدرات، ثم دخلت البندقية الخدمة في الجيش السوري، وبعد ذلك ظهرت للعلن في أول مرة خلال استعراض عسكري لكتائب القسام في العام 2013. وتختلف قناصة "غول" التي قدمتها كتائب القسام كصناعة فلسطينية عن "شتاير HS.50" في الطول والمدى ونوع الرصاص المستخدم وهو ما قدمته كتائب القسام كدليل على تصنيعها للسلاح، حيث إن القناصة النمساوية تأتي بطول 137 سم وبعيار رصاص 12.7 بينما غول هي بطول مترين وعيار 14.5. سننتصر وأكدت كتائب القسام في بيان لها أن المقاومة لا تزال تمتلك من الأدوات والقدرات ما يمكنها من "إرغام العدو على الإذعان لمطالب شعبنا العادلة". وأشارت في بيان عسكري أنه لن ينعم العدو بالهدوء والأمن والاستقرار طالما لم ينعم شعبنا بمطالبه العادلة وحرّيته وكرامته وأمنه، وعلى العدو أن يدرك أن شعبنا لن يقبل بأقل من ذلك". وتمكن المجاهدون خلال المعركة من قنص عدد من الجنود بهذه البندقية، التي أوقعت إصابات محققة في جنود العدو، وأردت منهم عدد من القتلى والجرحى. وجاءت هذه المفاجأة التي فجرتها كتائب القسام، والتي لم يتوقعها العدو، لتسجل تطوراً مستمراً في صناعاتها في المجال العسكري رغم الحصار وقلة الإمكانيات، والتي كان منها صواريخ بعيدة المدى R160 - J80 - M75 بالإضافة الى صناعة طائرة بدون طيار حملت اسم (أبابيل)، وكان منها 3 نماذج، استطلاعية، انتحارية، هجومية.