لاحقت السخرية جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد أن ظهر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، كاشفا عن "مؤشرات" تدل على أنّ مقاتلي حماس احتجزوا في مستشفى الرنتيسي أسرى من المجموعة التي تم احتجازها بعد هجوم السابع من أكتوبر الماضي. وركز نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي وتحديدا منصة x (تويتر سابقاً)، بعد أن ذكر نشطاء أن الأدلة التي عرضها الجندي الإسرائيلي تحت المستشفى ليست حقيقية، وكان من بين ما أسماه الاحتلال "أدلة" ورقة دون عليها تقويم شهر أكتوبر، وزعم الاحتلال أنها تدل على أيام عملية حماس ضد إسرائيل، وشارك الورقة أفيخاي أدرعي المتحدث العسكري الإسرائيلي عبر نفص المنصة، وأكد أنها أيام الأسبوع الخاصة بعملية "طوفان الأقصى" وحراسة المختطفين الإسرائليين، وعددهم 7 أشخاص. ضجت المنصات الرقمية بالسخرية من ما أسموه "إبداع المخابرات الإسرائيلية" وقدرتها على قراءة اللغة العربية بشكل مشفر، حيث تظهر الصورة التي أشار إليها هاغاري، أسماء أيام الأسبوع مكتوبة على الجدول الأبيض الذي علق على أحد الجدران، وليس أسماء أشخاص كما أدعى هاغاي وأفيخاي. علق مدير برامج سوريا ومكافحة الإرهاب والتطرف في معهد الشرق الأوسط، شارلز لستر، قائلا إن الفيديو غريب إلى حد ما، وأضاف: "الورقة البيضاء المعلقة على الحائط، لا تظهر سوى أيام الأسبوع والتواريخ". كما علق آخرون على ما شرحه الضابط الإسرائيلي في الفيديو -الذي يكشف في مزاعمهم دلائل على توظيف حماس للمستشفى- حيث كتب البعض أن "أطلق جيش الدفاع الإسرائيلي على عمود المصعد أنه نفق حماس. وفي نفس الفيديو لم يأخذنا الضابط أبدًا إلى المستشفى عبر النفق كما ادعى، هناك فجوات كثيرة في هذا الفيديو"، وكتب آخرون: "إنهم يستغلون الجمهور الغربي الذي لا يعرف اللغة المحلية ولا يفهم العربية لترويج روايتهم". وجاء الرد سريعاً من الحكومة الفلسطينية، في قطاع غزة، على ادعاءات جيش الاحتلال الإسرائيلي، وقال المكتب الإعلامي في بيان له: "خرج علينا الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي في مؤتمر صحفي مليء بالأكاذيب، عرض خلاله فيديوهات مصنوعة بطريقة متناقضة وغير احترافية وغير منطقية وتُظهر بشكل واضح مشاهد مُركّبة وملفقة ومضللة للرأي العام حيث يندرج هذا في إطار حملة التضليل والتحريض التي يمارسها ضد المستشفيات". وأيضاً ذكر البيان: "وهي محاولة فاشلة لتبرير الجرائم التي اقترفها بقصفه لمستشفيات المعمداني والشفاء والإندونيسي والرنتيسي والخدمة العامة والقدس والتركي وغيرها من المستشفيات، التي راح ضحيتها مئات الشهداء والجرحى من المدنيين والأطفال والنساء، وكذلك في محاولة فاشلة لتبرير قتله للمرضى والجرحى وقنصه للطواقم الطبية وإطلاقه للنار والقذائف على النازحين واستهدافه لسيارات الإسعاف". وأكد البيان: "أن هذه الأكاذيب تأتي في إطار حملة التحريض والتمهيد لتدمير المستشفيات فوق رؤوس المرضى والطواقم الطبية والنازحين، في جريمة حرب جديدة تتناقض مع القانون الدولي وكل الأعراف والمواثيق الدولية، وتعميق الكارثة الإنسانية في قطاع غزة".