بعد أربعة أسابيع من التعرض للهزيمة في الانتخابات البرلمانية البولندية، استقالت الحكومة القومية اليمينية بقيادة رئيس الوزراء الحالي ماتيوش مورافيتسكي كما كان متوقعا اليوم الاثنين. وتعد هذه الخطوة التي جاءت خلال الجلسة الأولى للبرلمان البولندي الجديد اليوم، هي الخطوة الأولى صوب تغيير الحكومة بعد ثمانية أعوام من حكم حزب "القانون والعدالة" بقيادة مورافيتسكي. وخلال الانتخابات التي جرت في 15 أكتوبر الماضي، فاز ائتلاف من ثلاث أحزاب بقيادة الرئيس السابق للمجلس الأوروبي دونالد تاسك بأغلبية واضحة من مقاعد مجلس النواب البولندي"سيم". وحصل حزب "الائتلاف المدني" بجانب حزب "الطريق الثالث" المحافظ وحزب اليسار على 248 مقعدا من بين إجمالي مقاعد البرلمان البالغ عددها 460 . وفي حين أن حزب "القانون والعدالة" الوطني المحافظ الحاكم السابق أصبح أقوى قوة في البرلمان بعد أن حصل في الانتخابات على 194 مقعدا، إلا أنه لم يحقق الأغلبية المطلقة وليس لديه شريك في الائتلاف. ومن المتوقع أن يؤدي التغيير القادم للحكومة في وارسو أيضا إلى تغيير في السياسة الخارجية البولندية. واليوم الاثنين، تم انتخاب سيمون هولونيا رئيسا جديدا للبرلمان. ويعد الصحفي و المذيع التلفزيوني (47 عاما) هو أحد زعيمي حزب الطريق الثالث. وقال هولونيا إن البرلمان لن يعمل بعد الآن ك"نقطة خدمة للحكومة" و"آلة تصويت"، فيما يعد انتقادا للحكم السابق بقيادة حكم حزب القانون والعدالة. وأعلن الرئيس أندريه دودا أنه يعتزم تكليف مورافيتسكي وحزب القانون والعدالة وليس تاسك أو أي سياسي آخر من المعارضة بأول فرصة لتشكيل حكومة جديدة. وبرر دودا، الذي ينتمي إلى حزب القانون والعدالة، القرار بأن حزب القانون والعدالة هو أكبر حزب سياسي في البرلمان. ومع ذلك، اتهمه منتقدون بأنه يحاول منح حزب القانون والعدالة عدة أسابيع أخرى في السلطة.