بعد ثلاثة أسابيع من الانتصار الواضح لتحالف المعارضة في الانتخابات البرلمانية في بولندا، أخر الرئيس أندريه دودا، انتقال السلطة بقرار مثير للجدل لصالح حزب القانون والعدالة اليميني. وقال دودا إن رئيس الوزراء الحالي، ماتيوش مورافيتسكي، سيحصل على الفرصة الأولى لتشكيل حكومة، رغم أن حزب القانون والعدالة بزعامة مورافيتسكي لا يتمتع بأغلبية عاملة في البرلمان. وفي انتخابات 15 أكتوبر، جاء حزب القانون والعدالة، الذي يتولى السلطة منذ ثماني سنوات، في المرتبة الأولى. لكنه خسر أغلبيته، ومن المشكوك فيه إلى حد كبير أن يتمكن من العثور على شركاء أقوياء بما فيه الكفاية في الائتلاف. وحصل الائتلاف المدني الليبرالي المعارض بقيادة دونالد توسك، إلى جانب حزبين معارضين آخرين هما الطريق الثالث المحافظ وتحالف اليسار، على أكبر عدد من المقاعد في البرلمان. وتعمل الأحزاب الثلاثة بالفعل على التوصل إلى اتفاق ائتلافي. وقال دودا اليوم الاثنين، إنه يتبع ببساطة تقليد تكليف زعيم أكبر حزب منفرد في البرلمان بمحاولة تشكيل حكومة - رغم أن مورافيتسكي محكوم عليه بالفشل على الأرجح. ويشار إلى أن دودا كان ينتمي فيما مضى إلى حزب القانون والعدالة، رغم أنه كرئيس يتعين بشكل رسمي ألا يكون له انتماء حزبي. وقال محللون إن هذه الخطوة ستفرض على بولندا أسابيع أخرى من عدم الاستقرار السياسي. وأعرب سياسيون معارضون في وارسو مرارا عن مخاوفهم بعد الانتخابات من أن الرئيس قد يؤخر تغيير الحكومة من أجل منح حزب القانون والعدالة شهرا أو شهرين آخرين في السلطة. وفي السابق، حدد دودا بالفعل موعد الجلسة الافتتاحية للبرلمان الجديد في 13 نوفمبر الجاري - بعد شهر تقريبا من الانتخابات. ويعد الحزب الأوفر حظا لتشكيل حكومة هو حزب الائتلاف المدني الليبرالي بقيادة تاسك، وهو رئيس وزراء سابق وسطي ورئيس سابق للمجلس الأوروبي. وجاء الائتلاف المدني الليبرالي كثاني أكبر قوة في الانتخابات التي أجريت في 15 أكتوبر الماضي.