عربت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في العاصمة الآذرية باكو، عن أملها في سرعة استئناف محادثات السلام بين أذربيجانوأرمينيا بوساطة رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل. وفي أعقاب محادثات مع نظيرها الآذري جيحون عزيز أوغلو بيراموف، قالت بيربوك في باكو مساء اليوم السبت: "السكان في كافة المنطقة يأملون في السلام. هذا يتطلب الاستعداد لتنظيم تعايش جديد من أجل صالح الآذريين والأرمينيين"، وأردفت أنه بهذا فقط يمكن تحقيق سلام دائم مشيرة إلى أن هذا يصب أيضا في مصلحة أذربيجان. وأكدت السياسية المنتمية إلى حزب الخضر أن "سيادة وسلامة أراضي أرمينياوأذربيجان هما أسا أي مفاوضات سلام". في الوقت نفسه، عرضت بيربوك على أذربيجان دعم بلادها في إزالة الألغام قائلة إن "ثلاثة عقود من الصراع حولت إقليم كاراباخ والأقاليم المحيطة به إلى حقل ألغام خطير حرفيا". من جانبه، أعرب وزير الخارجية الآذري عن انفتاحه على استئناف محادثات السلام مع أرمينيا، لكنه اتهم يريفان بأن لها مطالب إقليمية مخالفة للقانون. وقال بيراموف إنه مستعد لاستئناف الحوار، وتابع أنه يجب على الدولتين أن تظهرا الإرادة على التعامل مع الموقف بروح المسؤولية "ومن المهم مواصلة العمل بشكل مستمر". وإلى جانب المفاوضات بوساطة الاتحاد الأوروبي، عرضت إيرانوتركيا التوسط بين الجانبين. وبدون أن تذكر إيران بالاسم، أعربت بيربوك عن قلقها " حول ما إذا كانت بعض الأطراف ستتصرف كوسطاء نزيهين من أجل مصلحة البلدين". وعلى خلفية المحادثات حول عودة أكثر من 100 ألف شخص نزحوا من إقليم ناجورونوكاراباخ، قالت بيربوك: "الاطمئنان والثقة هما عاملان حاسمان لهذا الأمر بالطبع"، وطالبت بالتحلي بالواقعية في هذا الشأن " سيتطلب الأمر وقتا لإعادة بناء الثقة تحديدا". وقبل قدومها إلى باكو، كانت بيربوك زارت أرمينيا أمس الجمعة، وتفقدت وزيرة الخارجية الألمانية صباح اليوم الوضع المتوتر على حدود أرمينيا مع جيب ناخيتشيفان الأذربيجاني الذي يتمتع بالحكم الذاتي، وذلك خلال جولة مراقبة لبعثة الاتحاد الأوروبي المدنية . ووقفت بيربوك في المنطقة التي لها حدود مع أربع دول هي أرمينياوأذربيجانوإيرانوتركيا، ويقع جبل أرارات وهو أعلى جبل في تركيا على مسافة قريبة للغاية من ناخيتشيفان، وظهر الجبل وهو مغطى بالجليد وكان منظرا خلابا. غير أن الأمور تغلي في المنطقة إذ إن طهران وأنقرة تحاولان زيادة نفوذهما على الجمهوريتين السوفيتيتين السابقتين. ويقع جيب ناخيتشيفان على مسافة 70 كيلومترا من العاصمة الأرمينية يريفان، وشرح أحد موظفي بعثة الاتحاد الأوروبي لبيربوك في ناخيتشيفان أن إطلاق النار من جانب قناصة آذريين في منتصف يونيو الماضي تسبب في إصابة عاملين اثنين في مصنع للصلب.