أعربت جيهان السادات زوجة الرئيس المصري الراحل أنور السادات عن ثقتها الكاملة في إمكانية تحقيق السلام بين العرب وإسرائيل قريبا ، معتبرة أن العلاقات المصرية – الإسرائيلية الحالية ليست سيئة على الإطلاق ، وأعربت عن أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما سينجح في إحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط ، مؤكدة أنها ترى كثيرا من الأشياء المشتركة بين أوباما والسادات. وقالت جيهان السادات في مقابلة مع شبكة "سي.إن.إن." الإخبارية الأمريكية نشرت مقتطفات منه عبر موقعها على الإنترنت بتاريخ 26 مارس الحالي ، بمناسبة مرور ثلاثين عاما على توقع معاهدة كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل إنها تأمل في أن ينجح رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بينامين نيتانياهو في تحقيق السلام مع الفلسطينيين كما فعل زعيم الليكود الأسبق مناحم بيجن إبان كامب ديفيد. وفيما يلي أبرز ما دار في المقابلة : سي.إن.إن. : من الأشياء التي ذكرتيها في كتابك أنك تحاولين تصحيح المفاهيم التي يحملها أغلب الأمريكيين عن الإسلام .. ما هي في رأيك أكثر الأفكار الخاطئة أو الوهمية التي يتبناها الناس عن الإسلام؟ جيهان السادات : لاحظت بعد هجمات 11 سبتمبر مباشرة أن الناس لا يتفهمون الإسلام كدين ، فهم مشوشون بين إرهابيين يفعلون أشياء وبين الإسلام ، بينما الدين نفسه لا علاقة له بالعنف والانتقام أو أشياء من هذا القبيل ، الإسلام دين سلام وحب وتسامح ، ولكني تفهمت لماذا يفكر الناس هكذا ، فزوجي اغتيال بأيدي متعصبين ، ولكن هؤلاء المتعصبين لم يكونوا مسلمين في رأيي ، بل لا ينتمون إلى أي دين ، لأنه لا يوجد دين يقول لك : أقتل ، بما فيهم الإسلام بالتأكيد .. سي.إن.إن. : ما هو انطباعك عن باراك أوباما؟ جيهان السادات : إنني سعيدة به ، فقد تابعت حملته ، وقبل كل شيء توجد لديه الكثير من الأشياء المشتركة مع زوجي .. نفس الباستامة .. ونفس اهتمامه ببلده ، ونفس الكاريزما ، ونفس مشاعر الحب لشعبه ، لقد كرس كل منهما نفسه لبلده كثيرا ، ولذلك فلدي أمل حقيقة في أن يساعد الرئيس أوباما على إحلال السلام في الشرق الأوسط ، وهو ما سيساعد على تهدئة الإرهابيين. سي.إن.إن. : ما هو تأثير ما حدث في غزة – من وجهة نظرك – وكذلك الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة على ملامح السلام في المنطقة؟ جيهان السادات : أنا متفائلة للغاية بأن ما فعله زوجي لن يضيع هباءً بعد أن أفنى حياته في سبيل تحقيق ذلك ، وأنا أؤمن بأنني – رغم أنني لست صغيرة – سأرى السلام يحل في الشرق الأوسط بين العرب والإسرائيليين ، وأنا امرأة واقعية ، ولا أعيش في أي خيال أو وهم ، وعندما بادر السادات بصناعة السلام مع إسرائيل لم يصدق الناس ذلك ، وقالوا إن هذا لن يحدث ، ولكنه حدث ، وزوجي هو الذي فعله ، ولهذا فإنني أشعر بأنه سيحدث في زمننا ، فالفلسطينيون يريدون السلام ، والإسرائيليون يريدون السلام ، والمشكلة ليست في الشعوب ، المشكلة في القادة ، وأتمنى أن أرى نيتانياهو هذه المرة يفعل مثلما فعل بيجن ، بيجن كان من الليكود ، ولم يكن رجلا سهلا ، ولكنه كان قائدا ، وصنع السلام مع مصر ، مع السادات ، وبمساعدة الرئيس كارتر. سي.إن.إن. : ماذا عن العلاقات الراهنة بين مصر وإسرائيل؟ جيهان السادات : ليست سيئة على الإطلاق ، إنها جيدة ، ولكنني أتمنى أن تكون أكثر تقاربا ، ولكن ما يضر بالعلاقة بين مصر وإسرائيلي هو الاعتداء على الفلسطينيين في غزة .. والفلسطينيون يخطئون أيضا بإطلاق الصواريخ ، يجب أن يجلس الطرفان للتفاوض كما فعل السادات وبيجن ، ولكن الانتقام الإسرائيلي قاس للغاية ، قاس على الشعب هناك ، ومن الذي قتل في النهاية؟ من تعرض للقتل ليسوا هم الذين أرادت إسرائيل التخلص منهم ، إنهم الأبرياء ، النساء والأطفال .. سي.إن.إن. : بعض الناس انتقدوا مصر لأنها لم تسمح لسكان غزة بعبور الحدود؟ جيهان السادات : حسنا ، لدينا قوانين في مصر ، نحن دولة لديها قوانين ، وإذا أردت أن تعبر الحدود فيجب اتباع هذه القوانين ، وبالتأكيد إنني أيضا أتفهم بأنهم كانوا يعانون كثيرا ، ولهذا كانوا يعبرون الحدود مع مصر بالآلاف. سي.إن.إن. : كتبت عن حياتك الشخصية معه ، وقلت إنك احتجت إلى وقت صعب للتأقلم ... جيهان السادات : لم نكن مجرد زوجة وزوجها ، كنا شريكين كل منا يحب الآخر ، ويحترمه ، وكنا نحاول أن نقوم بشيء مختلف لبلدنا ، وعندما اغتيل ، كان الأمر أشبه بأن تأخذ قطعة مني ، لم يكن الأمر سهلا ، ولكنني أشكر الله على أنني بعد ذلك لم أجلس في منزلي ، بل واصلت حياتي والتدريس في الجامعة ، فقد توجهت إلى الولاياتالمتحدة ، ودرست في أربع جامعات ، وأنا الآن مستقرة مع جامعة ميريلاند ، ويوجد كرسي في الجامعة باسم زوجي للتنمية والسلام ، وأواصل رسالته من أجل تحقيق السلام بكل فخر وكرامة وعدل. سي.إن.إن. : يوم 26 مارس حلت الذكرى الثلاثين للتوقيع الرسمي على اتفاق كامب ديفيد ، هل كنت في البيت الأبيض وقتها؟ جيهان السادات : بالتأكيد ، كنت هناك ، كنت مع أسرتي وأطفالي ، كان أمرا لا ينسى أن أشاهد الوفد افسرائيلي والوفد المصري والوفد الأمريكي وهم يتحدثون كأصدقاء وليسوا كأعداء ، كان مشهدا لا ينسى بالفعل ، لقد دمعت عيناي ، وحاولت التحكم في دموعي بصعوبة لأنني كنت سعيدة لأن أرى الجميع يبدون كأسرة واحدة ، وهذا هو ما أتمناه ، أن يحل السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين والسوريين واللبنانيين ، حتى نعيش كأسرة واحدة ونركز على مشكلاتنا ، فلدينا في المنطقة مشكلات عديدة يجب أن نواجهها ، علينا أن نرفع مستوى معيشة الناس ، لدينا فقر ، وأمية ، دعونا نركز على هذه الأمور لا على الحرب.