ذكرت صحيفة «جارديان» البريطانية، أمس، أن إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما تدرس إطلاق مبادرة سلام خاصة بها، لكن تفاصيل تلك المبادرة ليست جديدة ولا مفاجئة، فإسرائيل يجب أن تعيش جنبا إلى جنب مع دولة فلسطينية، والمناطق العربية من القدس ستكون عاصمة للدولة الفلسطينية، وسيكون هناك تبادل للأراضى لتعويض الفلسطينيين عن التكتلات الاستيطانية الكبرى، وطالبت الصحيفة أوباما بأن يذهب للكنيست ويعرض اقتراحه للسلام على الإسرائيليين لكسب قلوبهم، كما فعل الرئيس المصرى الراحل أنور السادات بزيارته للقدس. وأضافت الصحيفة، فى مقال بعنوان «مهمة أوباما الدينية مع إسرائيل»، وبعنوان فرعى يقول «أى مبادرة جديدة لإحياء عملية السلام فى الشرق الأوسط من جانب الولاياتالمتحدة يجب أن تضرب قوة الأسطورة التى تدور حول التضحية الأخيرة المرتبطة بالقدس». ويمضى الكاتب يقول إن الخبير الشهير زبيجنيو بريجنسكى كشف مؤخرا بعض تفاصيل هذه المبادرة المتوقعة، لكنه قال إنه ينبغى على باراك أوباما أن يأتى إلى الكنيست ويعرض اقتراحه للسلام بشكل مباشر، وذلك لأنه منذ زيارة السادات التاريخية، ثبت أن هذا هو الطريق إلى قلوب الإسرائيليين. وأضاف أن أى مبادرة للسلام تواجه حجر عثرة فى نهاية المطاف، يتمثل فيما يطلق عليه «الحوض المقدس»، وهى منطقة القدس التى تضم الحرم الشريف، وجبل الزيتون، وجبل «صهيون»، والمواقع المسيحية المقدسة» ويعتبر الكاتب أن هذه المنطقة هى الأكثر أهمية فى العالم من حيث دلالاتها الرمزية. ويصل الكاتب إلى أنه لن يكون أمام أوباما لمعالجة موضوع القدس سوى «حث الجميع على قطع الصلة الرهيبة بموضوع التضحية المقدسة المرتبطة بالحرم القدسى الشريف ومدينة القدس القديمة». ويقول الكاتب إنه «لكى يفعل ذلك ، فإنه سيضطر للحصول على تفويض من جامعة الدول العربية والسعودية»، ويقول إن مهمة أوباما فى حل الصراع تتعلق «بمهمة أبعد من كونها تاريخية. أما الثقة فى قدرته على التغلب على المشاكل التاريخية القديمة، فترجع إلى أنه ينظر إليه كشخصية عالمية حقا والده الأفريقي، وأصوله المسلمة جزئيا، مما يجعله أول رئيس أمريكى يتمتع بثقة العالم الإسلامى». ويتساءل الكاتب: ولكن كيف يمكن أن يقبل اليهود الإسرائيليون تدويل الحوض المقدس؟ ويختتم الكاتب بقوله إنه «إذا أراد أوباما تغيير تشاؤم الإسرائيليين بشأن إمكانية تحقيق السلام، فلن يكون أمامه سوى الالتفات إلى نصيحة بريجنسكى: أى سيتعين عليه إقناع شخصيات رئيسية فى الجامعة العربية بالذهاب إلى الكنيست، وبهذا يدللون على أنهم يقبلون وجود إسرائيل». على صعيد متصل، وفى محاولة جديدة لإحياء مفاوضات السلام المتوقفة، طالبت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بإبداء مزيد من الصدق حيال مبدأ إعلان الدولة الفلسطينية واتخاذ المزيد من الخطوات للسعى إلى السلام مع الفلسطينيين وتعزيز مؤسساتهم. كما حثت هيلارى الدول العربية على «التحرك» بشكل أكبر دعمًا لعملية السلام، مؤكدة أن «من مصلحة العرب المضى قدما فى مبادرة السلام العربية، مشيدة بجهود هذه السلطة لتسهيل النمو الاقتصادى فى الضفة، ولفتت هيلارى إلى أن تعثر عملية السلام يمنح فرصة لأعداء السلام، الذين يستفيدون من فشل قيادتنا ويتاجرون فى الكراهية والعنف، ويعطون قوة لرئيس إيران أحمدى نجاد والمتطرفين مثل حماس وحزب اللهّ.