وسط الكثير من التكهنات حول محتوى الخطاب الذي سيوجهه الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى العالم الإسلامي من القاهرة في خلال 3 أسابيع , بدأت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية في وضع شكل مبدئي لخطة أوباما الجديدة الخاصة بحل مشكلة السلام في الشرق الأوسط. وكشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية النقاب عن أن مبادرة الرئيس الأمريكي بدأت في التبلور بعد مشاوراته مع عبد الله الثاني ملك الأردن الذي كان في زيارة للبيت الأبيض في آخر شهر أبريل الماضي , ويبدو أن هذه المبادرة لن تختلف كثيراً عن مبادرة السلام العربية التي اقترحها الملك عبد الله بن عبد العزيز عاهل السعودية عام 2000 ودعمتها القمة العربية. ومن جانبها ، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية يوم الأربعاء أن الخطة المشتركة بين أوباما والملك عبد الله الثاني جاءت بعد التحفظات الإسرائيلية – الأمريكية على الخطة العربية التي تم اعتبارها خطة عامة غير محددة الملامح وغير مرنة. وقالت إن الخطة الجديدة ستطالب العرب باتخاذ الإجراءات اللازمة لبناء الثقة وتنقية الأجواء مع الدولة العبرية. وتقضي خطة أوباما بأن تصبح الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح ، وأن تكون القدسالشرقية عاصمة لها ، وذلك في غضون 4 سنوات , على ألا يسُمح للدولة الفلسطينية بأن يكون لها جيش , ولا يُسمح لها بعقد اتفاقيات عسكرية مع الدول الآخرى وذلك حفاظأ على "أمن إسرائيل" ، حسبما ذكرت الصحيفة الإسرائيلية. وبالنسبة للمشكلة المتعلقة بالحدود فسيتم حلها عبر تبادل المناطق الإقليمية بين الجانب الإسرائيلي والفلسطيني , أما مدينة القدس القديمة فسيتم اعتبارها منطقة دولية , بحيث يرفرف علم الأممالمتحدة على المناطق المقدسة بالنسبة لليهود والمسلمين والمسيحيين. وستتطلب المبادرة أن يتخلى الفلسطينيون عن حق العودة على أن يتم تعويض اللاجئين بمالغ مالية مناسبة مقدمة من الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي , بما في ذلك منح اللاجئين الذين يعيشون في الخارج جوازات سفر أجنبية. وستعزز خطة أوباما المحادثات بين إسرائيل والفلسطينيين , وأيضا بين إسرائيل وسوريا ولبنان , كما ستطالب هذه المبادرة الدول العربية بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل وذلك في وفق جدول زمني محدد لتشجيع إسرائيل على المضي قدما في حل الدولتين. أما صحيفة "القدس العربي" – ومقرها لندن – فكانت قد ذكرت في بداية شهر مايو الحالي أن الخطة الأمريكية المبنية على أساس الخطة العربية للسلام ستحاول دمج اللاجئين الفلسطينيين إما في العديد من الدول العربية أو في الدولة الفلسطينية المنزوعة السلاح , كما ذكرت أن الدولتان العبرية والفلسطينية سيتعين عليهما تبادل الأراضي لحل مشكلة الحدود. ومن المتوقع أن يكرر الرئيس الأمريكي طلبه بتجميد بناء مستوطنات جديدة عند إلقائه لخطابه في القاهرة , وذلك بعد أن أكد على إلتزامه بحل الدولتين أثناء زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو إلى واشنطن , في حين تجاهل نيتانياهو الحديث عن حل الدولتين.