فارق كبير بين أن تشاهد الكلاسيكو الاسباني وبعده بأقل من 24 ساعة تتابع مباراة بين الأهلي والاتحاد السكندري . فارق كبير في السرعات والتحركات ..وأن كان نجوم القلعة الحمراء حاولوا في الشوط الثاني تقديم فاصل من المهارات الفردية..و لكنه لم يصب لصالح الجماعية فخرج الأهلي فائزا بهدف واحد فقط من خطأ لدفاع الاتحاد في التغطية في اللقاء الذي اقيم علي ستاد القاهرة في الأسبوع ال 26 من الدوري. أحرز الهدف الوحيد في المباراة الليبيري فرانسيس في الدقيقة 44 من بداية اللقاء . كان محمد بركات قد رفع الكرة عرضية عالية من جهة اليسار على رأس محمد فضل الذي هيأها ببراعة لفرانسيس المتقدم وغير المتسلل بينما كان دفاع الأسكندرانية بقيادة قائد الأهلي السابق شادي محمد ينصب مصيدة التسلل ولم يتحرك استنادا إلي هذا الاعتقاد فلم يكن أمام فرانسيس ألا أن يضع الكرة في شباك الهاني سليمان حارس مرمى الاتحاد . تردد الهاني هو الأخر للحظات وكان بصرة متجها ناحية مساعد الحكم عادل عبد الفتاح متصوراً أنه سيرفع الراية بالتسلل . ألا أن عبد الفتاح رفع الراية وجرى بها في اتجاه وسط الملعب ليطلق الحكم الدولي محمد فاروق صفارته محتسباً الهدف. أنطلق اللاعب الليبيري ناحية الجمهور يقبل الفانلة الحمراء ويشير أليهم ويحاول أن يرضيهم بعد أن عاش في كوابيس طوال الشهور الماضية نتيجة إصاباته المتوالية وأدائه الكبيس على قلب الجماهير والجهاز الفني . كان هذا التغيير في هو الحدث ربما الوحيد الذي يستحق الذكر في الشوط الأول كله بخلاف واقعة مؤلمة للأهلي تمثلت في خروج أحمد فتحي نجم خط وسط الفريق مصاباً بعد ربع ساعة من بداية اللقاء ولعب مصطفى شبيطة بدلاً منه . طوال 45 دقيقة كانت الصور تتداعى في عيون الذين شهدوا الكلاسيكو بين ريال مدريد وبرشلونة في قمة الدوري الأسباني والتي أبدع فيها الداهية ميسي ورفاقه وبين ذلك الأداء الرتيب والبطء في التحركات والتمريرات وحتى التفكير التكتيكي . في الشوط الثاني تبدل الحال كثيراً .. وكأنما كان كل منهما يدخر مخزون لياقته إلي هذه المرحلة من المباراة بدأت الانطلاقات من الطرفين على الجانبين . في الأهلي أصبحت الجبهة اليمنى بقيادة محمد بركات يقطع الطريق عدة مرات .. وفي الناحية اليسرى كان محمد فضل يميل إلي هذه الناحية ..ويتقدم بسرعة من الوسط محمد أبو تريكة وأيضا شريف عبد الفضيل الذي تحرر في الشوط الثاني نسبيا من الرقابة المباشرة لعبد الحميد حسن ( ميدو ) مهاجم الأهلي السابق حيث مال إلي جهة اليمين لمساندة أحمد عادل في الدقيقة 56 أجرى حسام البدري تغييراً فأشرك أسامة حسني بدلاً من فرانسيس فبدأ يلعب من الوسط إلي الهجوم .. ويميل جهة اليسار وتغيير أسلوب لعب الأهلي حيث بدأ في تكثيف تواجده في وسط الملعب والاعتماد على السرعة في التحول من حالة الدفاع من هذه المنطقة إلي الثلث الهجومي كلما تسلم الكرة.. وكانت أبرز نماذج هذا التطبيق لهذا التخطيط حينما انكسرت هجمة قادها أحمد عادل لاعب الوسط في الاتحاد على حائط وائل جمعة الدفاعي فتقدم بها ومررها إلي أبو تريكة وأخترق من الوسط إلي بركات المنطلق بسرعة من جهة اليمين لا يتمكن أحد من إيقافه ويلعب الكرة عرضية لا تجد من يقابلها نظراً لضعف الكثافة الهجومية من جانب لاعبي الأهلي . تراجع التواجد الهجومي للأهلي في منطقة جزاء الاتحاد بعد الدقيقة 66 حيث أشرك البدري محمد مصطفى ( عفروتو ) بدلاً من محمد فضل الذي كان يشكل مع فرانسيس محطة هجومية ثابتة ثنائية الأبعاد تراجعت تأثيراتها بخروجهما تباعاً ليصبح الأهلي متمركز في وسط الملعب يعتمد على الدفاع المتقدم .. والانطلاق بالكرة إذا ما تملكها مستغلاً سرعة بركات أو مهارة أسامه حسني أو قوة ( عفروتو) في التسديد حيث تهيأت له الكرة بعد مشاركته بخمس دقائق تقريبا على حافة منطقة الجزاء وسدد ولكن الهاني أمسكها بثقة . وغير ذلك كان الوصول من الوسط إلي الهجوم يحتاج إلي وقت طويل تضيع معه الخطورة حيث تصبح الهجمة غاية في الهدوء والبرود أحياناً . وفي المقابل كان محمود شاكر عبد الفتاح يحاول اختراق دفاع الأهلي من جهة اليسار وميدو وأحمد عادل يحاولان من جهة اليسار يساندهما من الوسط إبراهيم الشايب ولكن الفاعلية في تهديد مرمى أحمد عادل عبد المنعم حارس مرمى الأهلي كانت شبة غائبة ألا من تسديدة أو اثنتين متباعدتين زمنياً ومكانياً عن المرمى . ظل الحال كذلك إلي أن أطلق فاروق صفارته معلنا نهاية المباراة بفوز الأهلي بهدف وحصوله على 3 نقاط رفعت رصيده إلي 56 نقطة.. وأتسع الفرق مع غريمة الزمالك إلي 9 نقاط قبل أن يلتقيا يوم الجمعة المقبل غير أن للأهلي مباراة مؤجلة مع المنصورة. أما الاتحاد فقد توقف رصيده عند 33 نقطة ..وبقي في المركز العاشر. وبقيت المقارنة بين الاداء الكروي الراقي في الدوري الاسباني والكلاسيكو المصري مؤجلة إلي يوم الجمعة المقبل فهل يتغير الانطباع الممل ولو قيد أنمله .. لعل وعسى