• أمل رواش مترجمة أعمال يون فوسه للعربية: هو لا يشبه أحدا.. ولا يكتب أعماله بخلفية سياسية محددة بل عن أجواء غريبة ومدهشة وغامضة • كنا فى مأزق عند ترجمة أعماله للعربية فهو لا يضع علامات ترقيم حصد الكاتب النرويجى يون فوسه جائزة نوبل فى الأدب لعام 2023 عن «مجموعة مسرحياته المبتكرة وقلمه النثرى المميز الذى يمنح صوتًا نابضًا بالحياة للكلمات المصمتة»، وذلك وفقا لكلمة اللجنة المانحة للجائزة، كما وصفته أيضا بأنه: واحد من أكثر الكتاب المسرحيين شهرة وعرضا لأعمالهم على نطاق واسع فى عصرنا. كما أشادت اللجنة بأعماله التى شملت أنماطا أدبية مختلفة، ومنها ما يقرب من 40 مسرحية وعددا من الروايات والمجموعات الشعرية والمقالات وكتب الأطفال، والقصص القصيرة. ومن بين هذا الإنتاج الأدبى حظيت الترجمة إلى اللغة العربية بروايتين من أعماله؛ رواية صباح ومساء عام 2018، ورواية ثلاثية عام 2023، عن دار الكرمة، بترجمة مشتركة بين شيرين عبدالوهاب وأمل رواش. فى رواية صباح ومساء يضعنا الكاتب أمام لحظتين فاصلتين فى حياة الإنسان بالرغم من أنهم على النقيض تماما؛ أما فى رواية ثلاثية يدخل الكاتب إلى عالم المدينة الصاخب من خلال بوابة الحب الذى جمع أسلا وأليدا. = أسلوبه مختلف.. ويكتب كتابة نثرية حرة وقالت أمل رواش مترجمة رواية «صباح ومساء»، ورواية «ثلاثية» لأديب نوبل يون فوسه والصادرتين عن دار الكرمة، بترجمة مشتركة بين شيرين عبدالوهاب: « هو من الكتاب الذين نطلق عليهم فى لغتنا الأكثر مبيعا فى الدول الاسكندنافية، لذلك تنبأت أنه سوف يحصل على الجائزة ويرجع ذلك الأمر إلى أسلوبه المختلف فى الكتابة فهو يكتب كتابة نثرية حرة، بمعنى أنه حين يعبر عن أصوات الأشياء يكتب نغمة الصوت كما يسمعها، لا يعبر عنه بتعريف أو كلمة مجازية وكأنه يهتم بكتابة اللغة البكر لغة الإنسان الأولى قبل أن يتعلم أبجدية اللغة. لذلك أكاد أتخيل لجنة نوبل حائرة فى أعماله، فلك أن تتخيل أنه يكتب نصا كاملا دون علامات ترقيم، وقد وضعنا هذا الأمر أنا والمترجمة شيرين عبدالوهاب فى مأزق، كيف نترجم نصا كاملا دون علامة ترقيم واحدة، وإذا أضفناها نحن فهذه خيانة للنص الأصلى، للحد الذى دفعنا فى إحدى ندواته أن نناقشه فى ذلك الأمر، فلم يحدد لنا وجهة معينة بل ترك لنا مطلق الحرية فى ترجمة النص وقال نصا «أنتم أحرار»، وفى النهاية ترجمنا النص كما كتبه صاحبه. وعن إشكالية الترجمة من اللغة النرويجية أجابت: نحن ترجمنا النص عن اللغة الأم بشكل مباشر، فالأستاذة شيرين نرويجية مصرية تتحدث العامية المصرية ولا تكتب الفصحى، لذلك كانت تترجم من النرويجية إلى العامية المصرية وأنا أقوم بالترجمة إلى اللغة العربية الفصحى، ثم أقرأ لها ما قمت بصياغته وهى تقوم بالتصحيح إذا لم نتفق فى فهم مضمون أى مفردة من المفردات، فلولا شيرين كنت رفضت الترجمة. وحين توجهنا بالسؤال عن العوامل التى دفعتهم إلى اختيار أعماله هو تحديدا دونا عن غيره، أجابت: القرار فى ذلك يعود إلى الأستاذة شيرين عبدالوهاب فهى على معرفة سابقة بأعماله، أما أنا فلم أكن أعرفه من قبل، فهى الأدرى بالبيئة الثقافية هناك كونها تحمل الجنسية النرويجية، فنحن لسنا على دراية كافية بكتاب هذه المنطقة، فتبنت شيرين المشروع كاملا وقامت بترشيح الروايتين إلى دار الكرمة التى كانت متحمسة إلى ترجمة أعماله، وهذا الحماس يتمثل فى شخص الناشر المعروف سيف سلماوى. أما عن المقارنات وأوجه التشابه بينه وبين أدباء آخرين والتى يتبناها القراء عنه فقد رفضت هذه التشبيهات قائلة: إطلاقا هو لا يشبه أحد، فهو لا يكتب أعماله بخلفية سياسية محددة، هو يكتب حياة بأجواء غريبة، مدهشة، غامضة، كئيبة، ينتقل من حالة إلى حالة دون وقفات لدرجة الإجهاد. أمل رواش مترجمة مصرية تخرجت فى كلية الألسن جامعة القاهرة، وبدأت العمل فى مجال الترجمة عن اللغة الإنجليزية عام 1996 من خلال سلسلة الألف كتاب عن تاريخ أوروبا الشرقية.