«الجلوكوز».. السكر فى الدم: أرقام وملاحظات

تقدير نسبة السكر فى الدم (الجلوكوز) اختبار معملى هام يمكن به تشخيص مرض السكر بنوعيه؛ الأول: وفيه يغيب تماما هورمون الانسولين الذى يفرزه البنكرياس ويمكن تشخيصه عند الأطفال ويعالج بالانسولين مدى الحياة أو النوع الثانى: الذى يصيب البالغين وقد يصاحبه أى من عوامل الخطر الأخرى التى تهدد حياة الإنسان ومنها ارتفاع ضغط الدم والسمنة وزيادة نسبة الدهون بالدم أو تصلب شرايين القلب وأمراض شرايينه.
ينصح بعمل تحليل السكر فى الدم لكل من هم فى سن الأربعين فأكثر فمشاكل مرض السكر تزحف ببطء لكنها لا تتراجع مع العلاج وكلما جاء تشخيصه مبكرا كان علاجها أنجح والوقاية منها واردة.
قد يكون ارتفاع السكر عرضة لمرض آخر كالتهاب وأورام البنكرياس أو مصاحب للضغوط النفسية أو الإفراط فى تناول القهوة والتدخين أو تناول بعض الأدوية.
قياس السكر فى الدم يتم فى المعمل عادة رغم سهولة الحصول الآن على أجهزة يتم بها القياس فى المنزل تتنافس فى بساطة الحصول على قراءة سريعة من قطرة دم واحدة تحصل عليها بشكة بسيطة للأصبع. الواقع أن دقة نتائج هذه الأجهزة محل تساؤل رغم أنها تستعمل على نطاق واسع فى العالم كله إذ إنها تقيس نسبة السكر فى شعيرات دموية طرفية تتأثر بعوامل مختلفة بينما قياس المعمل يعتمد على عينة مباشرة من أحد الأوردة الرئيسية للذراع لذا فهى الأصدق. وعليه يمكن لمريض السكر أن يلجأ لقياس السكر مرة أسبوعيا فى المعمل وأن يبقى القراءات المنزلية يهتدى بها لتحديد جرعة الدواء أو الانسولين بصورة يعلم أنها تقريبية.
هناك قياسات عدة لمعدلات السكر فى الدم:
قياس السكر بعد صيام من 8 10 ساعات.
قياس نسبة السكر بعد ساعتين من تناول الطعام.
قياس مستوى السكر بصورة عشوائية فى أى وقت من النهار.
منحنى السكر بالدم وفيه يتناول المريض النشويات لمدة ثلاثة أيام متتالية بحيث لا تقل الكمية عن 150 جراما يوميا (رغيف عيش) ثم يتم عمل رسم بيانى يوضح معدل السكر بعد فترة صيام من 10 14 ساعة على مدى ثلاث ساعات يسترخى فيها المريض تماما ويمتنع فيها عن الأكل والتدخين. يستخدم أيضا هذا الاختبار لمعرفة ما إذا كان ارتفاع السكر ناشئا عن الحمل حيث تصوم الحامل من 8 12 ساعة يجرى بعدها الاختبار.
اختبار الهيمجلوبين السكرى وهو اختبار حديث ينبئ عن متوسط معدل السكر فى الدم خلال الشهور الثلاثة السابقة له.
تختلف نسب السكر الطبيعية وفقا للعمر:
عند الطفل المولود قبل موعده: 20 60 مجم/ ديسيلتر من الدم.
عند الرضيع: 40 90 مجم/ ديسيلتر من الدم.
عند الأطفال قبل الستين 60 100 مجم/ ديسيلتر من الدم.
عند الأطفال فوق السنتين إلى مرحلة النضج والبالغين 70 110 مجم/ ديسيلتر من الدم.
قد يكون من الحكمة ألا نسرع باستخدام الأدوية عند اكتشاف ارتفاع نسبة السكر فى الدم للمرة الأولى بل يجب أن نتروى لنبحث عن سبب آخر لارتفاع نسبة الجلوكوز. قد يكون التخلص من بعض الوزن الزائد وبداية برنامج رياضى خفيف أو مراجعة ما نتعاطى من أدوية أو ما نأكل من غذاء أو نعانى من ضغوط نفسية مختلفة هو العلاج المبدئى والمطلوب. إذ إننا قد نعالج العرض بدلا من الاستعداد لمواجهة المرض.
السكر مرض يمكن التحكم فيه لكنه يجب أن يتم علاجه تحت إشراف طبيب متخصص بالتعاون مع أخصائى للتغذية الطبية وهناك الآن مستشفيات توفر متابعة جيدة للمريض مع فريق متكامل يعمل فى توافق وبصورة مستمرة لإرشاد المريض ورصد أى ظواهر تستلزم علاجات خاصة.