اقترحت المملكة العربية السعودية وعدة دول أخرى الخطوط العريضة لخطة سلام محتملة للحرب في أوكرانيا في القمة التي بدأت أعمالها أمس السبت في السعودية وعُقد على مدى يومين، وفقا لما ذكره دبلوماسيون مقربون من المحادثات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) اليوم الأحد. واجتمع مسئولون من نحو 40 دولة من بينها أوكرانيا والولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي والصين في مدينة جدة الساحلية. وصنف دبلوماسيون شاركوا في المحادثات مشاركة الصين على أنها مهمة بشكل خاص. وكانت الصين، التي ربما تكون أهم شريك دولي لروسيا، قد تغيبت عن قمة دولية سابقة عقدت في كوبنهاجن في يونيو. وقال مسئول في الاتحاد الأوروبي ل(د.ب.أ): "شاركت الصين بنشاط ورحبت بفكرة عقد اجتماع ثالث على هذا المستوى". ولم تُدع روسيا لحضور الاجتماع. وقالت السعودية، التي نظمت واستضافت الاجتماع، إنها تهدف إلى إيجاد "طريقة سياسية ودبلوماسية" لإنهاء الحرب على أوكرانيا. ولم تسفر القمة عن إعلان ختامي، على الرغم من أن دبلوماسيين من الاتحاد الأوروبي قالوا ل (د.ب.أ) إن هناك تأييدا واسعا لمواصلة المناقشات بشأن المساعدات الإنسانية وصادرات الغذاء وكذلك القضايا النووية والبيئية. وتدعو الخطوط العريضة المحتملة لخطة السلام التي طرحتها السعودية إلى وقف إطلاق النار على جميع الجبهات ومحادثات سلام ترعاها الأممالمتحدة بين روسياوأوكرانيا، وفقا لدبلوماسيين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة المحادثات. ولم تذكر المصادر أي الدول غير السعودية أيدت الفكرة. وتستند الخطة، وفقا للمصادر، إلى الحفاظ على وحدة أراضي أوكرانيا وتدعو أيضا إلى تبادل أسرى الحرب. ولم يكن هناك تأكيد علني للاقتراح. وقال أندريه يرماك، الذي ترأس وفد أوكرانيا إلى القمة إن المحادثات عززت موقف بلاده. وعلى الرغم من الاختلافات في الرأي، التزمت جميع الدول التي حضرت الاجتماعات باحترام ميثاق الأممالمتحدة والقانون الدولي ومبادئ السيادة والسلامة الإقليمية، حسبما قال يرماك في بيان. وأضاف يرماك في بيان: "وعلى هذه المبادئ يتم بناء صيغة السلام للرئيس (فولوديمير) زيلينسكي، والتي وصفناها بالتفصيل". ويتضمن اقتراح زيلينسكي للسلام أيضا انسحاب القوات الروسية من كل أوكرانيا، ومحكمة دولية لمحاكمة "جرائم الحرب" الروسية وضمانات أمن دولية لأوكرانيا. وقالت مصادر ل (د.ب.أ) إن المضيفين السعوديين أبلغوا روسيا بالتقدم المحرز في المحادثات لكنها لم تقدم مزيدا من التفاصيل. وعقد مبعوثون من بعض الدول اجتماعات ثنائية على هامش المحادثات اليوم الأحد. وقالت مصادر إن مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان التقى برئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية أندريه يرماك. وأعرب دبلوماسيون غربيون عن أملهم في أن تعزز اجتماعات جدة الدعم لأوكرانيا من الدول النامية التي لم يتخذ الكثير منها موقفا واضحا من الصراع. وأرسلت موسكو إشارات متضاربة ردا على المحادثات. وقال الكرملين في وقت سابق إنه سيتابع الاجتماع عن كثب. لكن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، سخرت من أي محادثات تجرى دون مشاركة روسية. ومن جانبه قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، لصحيفة نيويورك تايمز، إنه "لا توجد حاليا أسباب للتوصل إلى اتفاق" مع أوكرانيا وأن العمليات العسكرية الروسية ستستمر "في المستقبل المنظور". وعرضت السعودية مرارا التوسط بين روسياوأوكرانيا. وفي العام الماضي، أعلنت الرياض أنها ساعدت في إطلاق سراح أسرى للحرب. وفي مايو، حضر زيلينسكي القمة السنوية لجامعة الدول العربية التي عقدت في المملكة العربية السعودية.