اعتبرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي" في تقرير مطول لها نشرته اليوم السبت، أن روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين يواجهان لحظة خطيرة بعد إعلان مجموعة "فاجنر" العسكرية الخاصة الروسية التمرد على الجيش الروسي، مشيرة إلى أن ما يحدث في روسيا ليس انقلابا حتى الآن، حيث لم تكن هناك محاولة للاستيلاء على السلطة، لكنها محاولة للإطاحة بكبار العسكريين الروس. ورأت الهيئة البريطانية أن الأحداث لا تمثل تحديا مباشرا لحرب روسيا في أوكرانيا أو قيادة الرئيس الروسي، موضحة في الوقت ذاته أنه أمر خطير بما يكفي لأن يلقي بوتين خطابا متلفزا حازما لا هوادة فيه مدته 5 دقائق. وأضافت أن الحرب الروسية في أوكرانيا، التي استمرت 16 شهرا، أصبحت في لحظة حاسمة وربما تشكل تحديا لقبضة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على السلطة. واتهم بوتين رئيس مجموعة "فاجنر" يفجيني بريجوجين ، بالخيانة والشروع في تمرد مسلح وتوجيه "طعنة في ظهر روسيا"، فيما يقول بريجوجين إن هدفه "ليس الانقلاب العسكري بل العدالة". ولعب بريجوجين، لعدة أشهر، دورا حيويا في العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، حيث جند الآلاف في مجموعته خاصة من السجون الروسية. وكان قائد المجموعة في نزاع مفتوح مع القادة العسكريين الروس الذين يديرون الحرب، لكن تحول ذلك إلى تمرد الآن. وعبرت قوات فاجنر من شرق أوكرانيا إلى مدينة روستوف أون دون الكبرى بجنوب روسيا، وادعت أنها سيطرت على منشآتها العسكرية. وعلق بوتين بأن الوضع صعب لكنه وعد ببذل قصارى جهده للدفاع عن روسيا. ويصف بريجوجين جميع مزاعم الانقلاب العسكري بال"سخيفة". لكن ما بدأ كخلاف حول عدم تزويد الجيش لمقاتلي فاجنر بما يكفي من المعدات والذخيرة قد امتد الآن إلى تحد مباشر للرجلين المسئولين عن الحرب، وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، ورئيس هيئة الأركان العامة فاليري جيراسيموف. وقالت "بي.بي.سي." إن هذا ليس انقلابا حتى الآن، حيث لم تكن هناك محاولة للاستيلاء على السلطة من الحكومة، لكنها محاولة للإطاحة بكبار العسكريين الروس وبالتالي تشكل تحديا لسلطة الرئيس. ولذلك، تم وضع منطقة موسكو بأكملها في حالة تأهب في ظل "نظام عمليات مكافحة الإرهاب" وتم إلغاء الفاعليات الكبرى. وزعم بريجوجين أن "هناك 25 ألف من قواته، وكل من يريد الانضمام إليهم فليفعل ذلك"، وأضافت الهيئة البريطانية أن هذا لا يكفي لتهديد الرئيس لكنه يمثل تحديا للقيادة العسكرية. ولطالما كان بريجوجين حليفا وثيقا لبوتين وازدهر في عهده، أولا كرجل أعمال ثري ثم كرئيس مجموعة فاجنر.