"اطلق النار بدقة. اعمل بصدق. يفجيني بريجوجين. 2024"، هكذا ورد بملصق يتضمن ألوان علم روسيا ويحمل صورة يفجيني بريجوجين قائد مجموعة فاجنر شبه العسكرية الروسية، ما دفع صحيفة "تايمز" البريطانية، إلى التساؤل عما إذا كان بريجوجين يستعد للانخراط في عالم السياسة في ظل تداول هذا المنشور الدعائي "الملصق الانتخابي" على شبكات التواصل الاجتماعي. وأوضحت الصحيفة أنه من غير الواضح من المسئول عن الملصق، لكن جاء ظهوره على الشبكات الاجتماعية الشهر الماضي قبل فترة قصيرة من عقد بريجوجين مؤتمرات صحفية في شتى أنحاء روسيا، الأمر الذي أثار تكهنات عما إذا كان بدأ مساره المهني في السياسة. وأورد موقع "ميدوزا" المعارض: "يشبه هذا إلى حد كبير حملة انتخابية". وبالرغم من نفوذه المتنامي، لا يتمتع قائد فاجنر بأي دور رسمي في الحكومة أو الجيش الروسي. ومن المقرر أن تجرى الانتخابات الرئاسية الروسية في مارس المقبل، حيث يكاد يكون من المؤكد أن يضمن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فترة ولاية خامسة. وبموجب الدستور، يمكن لبوتين البقاء في السلطة حتى عام 2036، عندما يبلغ 83 عامًا. وكان بريجوجين قد دفع من أجل تعبئة ما يصل إلى مليوني رجل من أجل الحرب في أوكرانيا، ودعا لعقوبة الإعدام بحق الفارين من الخدمة، وأشاد بحقبة حكم الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين. وأصدر بريجوجين أيضا سلسلة من التعليقات اللاذعة بشأن مسؤولي دفاع بارزين بشأن تعاملهم مع الحرب، بما في ذلك مقطع فيديو مسجل على خلفية مقتل عناصر فاجنر قرب مدينة باخموت في شرق أوكرانيا. ومع ذلك، أصر قائد فاجنر على أنه ليس لديه خطط للسعي لمنصب سياسي، على الأقل ليس قريبا. لكن لم تبدد تعليقاته التكهنات كثيرا. وأفادت قناة " Tsargrad" التي يملكها الأوليجارشي كونستانتين مالوفييف، المؤيد للحرب في أوكرانيا، إن الاستطلاعات التي أجرتها أشارت إلى أن بريجوجين سيحل ثانيا بعد بوتين في انتخابات رئاسية. وبالرغم من أن 9% فقط من المصوتين قالوا للقناة إنهم سيدعموا بريجوجين، حيث عارض 61% بوتين، كان الدعم الذي حصل عليه قائد فاجنر أعلى بمرتين من زعيم الحزب الشيوعي الروسي جينادي زيوغانوف، الذي حل بالمرتبة الثالثة. وربما تأثر استطلاع القناة بمحرريها المتشددين للمبالغة في الدعم لبريجوجين من أجل الضغط على الكرملين لتصعيد الحرب في أوكرانيا. ورأت "تايمز" أن هذا ليس المؤشر الوحيد على تصاعد شعبية قائد فاجنر. وبحسب استطلاع أجراه مركز "ليفادا" للاستطلاعات المستقل الذي يصنفه الكرملين ب"عميل أجنبي"، يعتبر بريجوجين الآن السياسي رقم خمسة الأكثر موثوقية في روسيا، علما بأن بوتين تصدر الاستطلاع. وقال المعارض الروسي ستانيسلاف بلكوفسكي: "يمكن لبريجوجين أن يحصل بسهولة على عدد هائل من الأصوات، وهذا ليس ضمن خطط الكرملين، الأمر الأكثر واقعية أنه يمكنه السعي لدخول البرلمان، إما بصفة نائب أو بصفة رئيس حزب".