أستاذة تغذية: أنصح بعدم تناول اللحوم الحمراء والبسطرمة والبيف برجر في الصيام قالت الدكتورة شيماء السيد محمد، أستاذ مساعد كيمياء حيوية التغذية في قسم التغذية بالمركز القومي للبحوث، إن الحكمة وراء مدة الصيام أن تكون من 12-16 ساعة تقريبا، تتمثل في معرفة ماذا يحدث في كل ساعة، حيث تعرف الساعات الأربع الأولى بعد تناول الطعام بمرحلة النمو والبناء، ويستهلك الجسم الطاقة التي حصل عليها لتعزيز نشاطه ونمو الخلايا والأنسجة، وينتج البنكرياس هرمون الأنسولين من أجل استخدام الجلوكوز الذي تم تواجده بالدم بعد الوجبة وتخزين الطاقة الزائدة لاستخدامها لاحقا. وأضافت خلال نشرة للمركز القومي للبحوث، إلى أنه وبعد 8 ساعات من الصيام، ينخفض مخزون الجليكوجين "الشكل الذي يخزن عليه الجلوكوز في الكبد"، وعندما يدخل الجسم في حالة الصيام وقد انخفض مستوى الجلوكوز بالدم أو لم يعد متوفرا، يقوم الكبد بتحويل الدهون إلى طاقة كمصدر بديل للجلوكوز، وبمجرد نفاد الطاقة المخزنة في الخلايا، يبدأ الجسم في الاعتماد على الدهون المخزونة، فيقوم الجسم بحرقها للحصول على الطاقة وينتج عن هذه العملية مواد تعرف باسم الأجسام الكيتونية، وهذا يحدث عادة بعد مرور من 14 - 16 ساعة تقريبا من الصيام. وأشارت إلى الفوائد الصحية لصيام رمضان أو الصيام المتقطع وأبرزها الوقاية من السرطان وعلاجه، حيث يمكن أن يقلل من ظهور سرطان الثدي من خلال تقليل مستويات IGF-1 في الدم الذي ينظم تكاثر الخلايا السرطانية ونموها والموت المبرمج لها، كما أن الصيام والعلاج الكيميائي معا يمكن أن يعملا على تدمير الحمض النووي للخلايا السرطانية، فالصيام يساعد على إنقاص الوزن "إنقاص وزن الجسم - كتلة الدهون"، وإذا كنت تأكل سكرًا يتجاوز سعة تخزين الجليكوجين لديك، فسيقوم جسمك بتحويله وتخزينه على شكل دهون. وتابعت: أثناء الصيام لفترات طويلة ينخفض مخزون الجلوكوز أو عندما يتبع الشخص نظاما غذائيا منخفض الكربوهيدرات "نظام الكيتو" يقل الجليكوجين، وفي هذه الحالة تنتج خلايا الكبد الكيتونات من الدهون المخزنة في الجسم وبالتالي يساعد الصيام في تحويل الجسم إلى حرق الدهون كوقود أساسي بديلاً من الكربوهيدرات أو السكريات. وأكدت أنه يقلل من التوتر حيث يفرز الصائم هرمون "الإندورفين" المسئول عن السعادة ويخفض مستوى التوتر والاكتئاب والقلق، ويحمي من التنكس العصبي، ويحسن من وظائف المخ عن طريق تحفيز إنتاج بروتين يسمى عامل التغذية العصبية المشتق BDNF، ويعزز هذا البروتين إنتاج خلايا عصبية جديدة من الخلايا الجذعية العصبية، كما أنه يحمي خلايا المخ من التغيرات المرتبطة بمرض الزهايمر ومرض باركنسون، والكثير من السكر كالموجود بالمشروبات الغازية والعصائر يقلل من تواجد هذا البروتين. ولفتت إلى تحسين جهاز المناعة وتقليل الالتهابات، حيث يحسن المتقطع جهاز المناعة حيث يقلل من ضرر الشقوق الحرة أي الإجهاد التأكسدي، أيضا قد تزيد المستويات المرتفعة من السيتوكينات وهي المواد المسئولة عن ظهور الالتهابات من خطر الإصابة بالأمراض الالتهابية، مثل مقاومة الأنسولين والسكري وتصلب الشرايين وأمراض القلب والأوعية الدموية في الأفراد الأصحاء، وقد ثبت أن الصيام المتقطع يقلل من هذه المواد، بما في ذلك TNF-α وIL-6، ما يؤدي إلى انخفاض الحالة الالتهابية للجسم. وتابعت: ثبت أن للصيام تأثير إيجابي على حساسية الأنسولين، حيث أظهرت دراسة أن الصيام يؤدي إلى انخفاض نسبة الجلوكوز في الدم، حيث يتسبب في ارتفاع امتصاص الجلوكوز بواسطة الأنسولين، كما أن الأفراد الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة غالبًا ما يكون لديهم نسبة عالية من "اللبتين - الأديبونكتين"، حيث وجد أن الصيام يعمل على تقليل مستويات اللبتين في الدم، وبالتالي تقليل نسبة "اللبتين - الأديبونيكتين" وتقليل مقاومة الأنسولين. واستطردت: يساعد الصيام في السيطرة على مرض السكري، من خلال تقليل مقاومة الأنسولين وزيادة حساسية الأنسولين لامتصاص الجلوكوز، ومن المعروف أن مقاومة الأنسولين هي السبب الرئيسي لمرض السكري من النوع الثاني، ويعمل الصيام المتقطع على التقليل من مستويات الدهون الثلاثية وزيادة مستويات الHDLc كوليستيرول مرتفع الكثافة بشكل كبير، وبالتالي حماية القلب من أمراض القلب والأوعية الدموية وتحسين وظائف القلب، كما يخفض أيضًا من الكوليسترول منخفض الكثافة LDLc. ويساعد الصيام في خفض ضغط الدم الانقباضي والانبساطي بشكل كبير قد يكون بسبب الجفاف أو قله المياه بالجسم فترة الصيام، وللحفاظ على ضغط الدم عند المستوى الطبيعي، تجنب تناول المشروبات والأطعمة المحتوية على السكر في الإفطار والسحور. وأضافت: قد يسبب صيام الشهر الكريم مشاكل صحية شائعة كالجفاف، والصداع، وحرقة المعدة، والإمساك، وفقر الدم مع النوم المتقلب، لذا ينصح الصائم باتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على الفواكه والخضروات، والحبوب الكاملة، والبقول، وكمية جيدة من الدهون الصحية، مثل الزبدة، وزيت جوز الهند، وزيت الزيتون، والمكسرات، والبيض، والأفوكادو، مع تجنب الأطعمة المقلية والحلويات والأطعمة عالية الدهن. ونصحت بتناول البروتين الصحي، مثل اللحوم والأسماك ومنتجات الألبان، وتجنب اللحوم الحمراء قدر المستطاع واللحوم المصنعة كالبسطرمة والبيف برجر وغيرها، مع تقليل تناول الكربوهيدرات مثل الخبز والمكرونة والأرز والبطاطس، بالإضافة إلى تناول السوائل بكثرة مثل الماء والعصائر الطازجة والحساء وتجنب المشروبات الغازية.