أطلقت مؤسسة إحياء ذكرى محرقة اليهود من مقر منظمة اليونسكو في باريس في حضور أكثر من 200 شخصية من العالم الإسلامي ومن أوروبا مشروع "علاء الدين" الهادف إلى مكافحة إنكار محرقة اليهود في العالم الإسلامي خصوصا من خلال نشر كتب باللغات العربية والفارسية والتركية. وقال ديفيد دي روتشيلد رئيس المؤسسة في كلمة بالمناسبة "في مواجهة تدفق إنكار المحرقة (..) النابع بالخصوص من بعض الدوائر المحدودة ولكن المؤثرة في العالم العربي الإسلامي ، قررنا الرد أولا من خلال سد نقص المعلومات الموثقة تاريخيا عن المحرقة ، سواء باللغة العربية أو الفارسية أو التركية". وكانت آن ماري ريفكوليفييتشي المندوبة العامة للمؤسسة قد ذكرت في وقت سابق "أن المؤسسة اكتشفت تكاثر المواقع المنكرة للمحرقة باللغتين العربية والفارسية إثر تصريحات الرئيس الإيراني (محمود أحمدي نجاد) والرسوم المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، وأن الأمر لا يقتصر فقط على أداة لنزع شرعية دولة إسرائيل". وفي رسالته التي وجهها إلى احتفالية "اليونسكو" ، أعرب الرئيس المصري حسني مبارك عن تمنياته بأن يشمل السلام كافة أنحاء العالم بأعراقه وأديانه وكافة أطيافه. وقال مبارك في رسالته التي ألقاها نيابة عنه وزير الثقافة فاروق حسني : "إن مؤتمر إطلاق مشروع علاء الدين يتضمن معنيين متضادين ، حيث يبعث أحدهما ذاكرة القسوة والترهيب ، بينما يبعث الآخر ذاكرة الرحمة والسلم ، وما بينهما منطقة أمل نجتمع فيها اليوم لرفض الأول واستنكاره ، والنظر في تمكين المعنى الثاني وإشاعته". كما نقلت قناة "الجزيرة" الإخبارية القطرية عن فاروق حسني قوله على هامش المؤتمر : "هذه حقيقة يجب أن نعترف بها ، أولا لأنه تاريخ ، وثانيا لأن ديننا الإسلامي يقول إن قتل نفس واحدة يعني قتل الناس جميعا". وذكرت مؤسسة إحياء ذكرى المحرقة أن المشروع الذي يرعاه الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك والأمير الحسن بن طلال الأردني "ولد من اكتشاف رهيب لانتشار إنكار المحرقة في فترة النزاع الفلسطيني الإسرائيلي" ، علما بأن هذه المؤسسة كانت تستعد لإطلاق المشروع منذ أربع سنوات. وينص المشروع على إتاحة رصيد وثائقي عبر موقع على الإنترنت بلغات العالم الإسلامي حول المحرقة والعلاقات الإسلامية اليهودية وأيضا في الاتجاه المعاكس توفير ترجمات إلى الفرنسية والإنجليزية لمراجع كتبت باللغة العربية أو الفارسية. وعلاوة على تاريخ المحرقة سيتم توفير مقدمة لتاريخ وثقافات اليهود ، إضافة إلى تاريخ العلاقات بين المسلمين واليهود في القرون الماضية ، وسيتم توفير مكتبة إليكترونية تضم هذه التراجم. وأضافت أنه "في مواجهة الجهل يجب تقديم المعرفة .. ولم نجد ترجمة للغة العربية لمصادر أساسية فبدأنا نحن بترجمتها".