· مفكرو الغرب أنكروا المحرقة اليهودية و«حسني» يعترف بها طمعاً في كرسي المنظمة الملعون · دشن مشروع «علاء الدين» لمكافحة إنكار الاعتراف ب«الهولوكوست» الذي شكك فيه العالم صرخ عبدالرحمن الشرقاوي عندما علم بنية النظام في اختيار فاروق حسني وزيراً للثقافة «علي جثتي» لكن فاروق جاء وزيراً وسط غضب بعض كبار المثقفين، ليستمر في امبراطوريته منذ عام 1987 وحتي كتابة هذه السطور بينما رحل الشرقاوي وهو يتميز غيظاً من أوضاع الثقافة والمثقفين في مصر. وعندما سأل الدكتور عاطف صدقي رئيس الوزراء الراحل عن سر تعيين فاروق قال صدقي: «رشحت للرئيس مبارك أربعة أسماء لتولي وزارة الثقافة، وكان ترتيب فاروق الرابع، ولكن مبارك اختاره»، وأدرك فاروق مبكراً - أن في رضا مبارك عنه يكمن سر استمراره في موقعه، ولذا أثار العديد من الأزمات ضارباً بآراء معارضيه عرض الحائط ومع إثارة كل مشكلة كان يعتقد جمع كبير من المثقفين ان الاطاحه به باتت قريبة، لكنه كان يخرج من كل معركة منتصراً، ليخرج لسانه للجميع، أزمات عديدة أثارها الوزير مع المثقفين والمجتمع، بداية من فضيحة نهب مئات القطع الأثرية وتهريبها إلي الخارج إلي الموافقة علي طبع رواية «وليمة لأعشاب البحر» للكاتب السوري حيدر حيدر، والتي كانت تصف القرآن بألفاظ سافلة لا يرضا عنها الملحدون أنفسهم، مروراً بمصادرة ثلاث روايات لكتاب مصريين ومحرقة بني سويف، التي راح ضحيتها العشرات من الفنانين والنقاد والصحفيين اضافة إلي تصريحاته الصادمة عن الحجاب، وأخيراً السقوط في خطيئة الاعتراف بالمحرقة التي يدعي اليهود أن الزعيم النازي «هتلر» وحلفاءه أحرقوا فيها اليهود أثناء الحرب العالمية الثانية بغرض التصفية العرقية لليهود وكان هتلر يظن - حسب ادعائهم - أن اليهود مصدر كل الشرور في العالم، وإن كان بعض المستشرقين - مثل المفكر الفرنسي روجيه جارودي أنكر وجود ما يدعي «بالهولوكوست» المحرقة التي يتاجر بها اليهود لاستدرار عطف العالم في الوقت الذي يبيدون فيه الفلسطينيين وترتكب المذابح جهاراً نهاراً ضدهم، دون أن يندو بها، أو يعلق عليها بينما الأطفال الفلسطينيون يذبحون ويحرقون، ودون أن يحاول فضح جريمتهم.. ويعلل المراقبون صمت الوزير بسبب طمعه في مقعد «اليونيسكو» الملعون. فاروق حسني سقط في المستنقع، ألقي بورقة التوت التي كانت تستر عورة النظام، ذهب إلي مقر منظمة اليونيسكو في باريس لاحياء ذكري محرقة اليهود، ولتدشين مشروع علاء الدين الذي يهدف إلي مكافحة انكار محرقه اليهود في العالم الإسلامي، من خلال نشر كتب عن اليهود بالعربية والفارسية والتركية. فاروق حسني اعترف بالمحرقة قائلاً: «هذه حقيقة يجب أن نعترف بها، أولاً: لأنه تاريخ، ثانياً: لأن ديننا الإسلامي يقول إن قتل نفس واحدة يعني قتل الناس جميعاً!، اعتراف الوزير جاء بتربيط وتنسيق مع النظام المصري وألقي فاروق حسني كلمة الرئيس حسني مبارك أمام الاحتفالية التي ترعاها منظمة اليونيسكو وأخطر ما في الكلمة موافقة مبارك علي احياء مشروع علاء الدين. قال فاروق حسني نيابة عن حسني مبارك «إن مؤتمر اطلاق مشروع علاء الدين يتضمن معنيين متضادين يثير أحدهما ذاكرة القسوة والترهيب، بينما يثير الآخر ذاكرة الرحمة والسلم، وما بينهما منطقة أمل نجتمع فيها اليوم لرفض الأول واستنكاره، والنظر في تمكين المعني الثاني واشاعته. إذن الوزير لم يورط النظام المصري في فضيحة الاعتراف بالمحرقة بل ذهب إلي مقر اليونيسكو في باريس، وفي جيبه «خطاب» مبارك الذي يؤكد علي وجود «الهولوكوست» ولمن يدعي أن تصريح «الفنان» الطامع في مقعد اليونيسكو ليس سوي مجرد مناورة سياسية نقول إن العديد من الباحثين والمؤرخين الغربيين أنكروا المحرقة اليهودية، وذهبوا في تأكيدهم إلي استحالة حدوثها، إلا أنه لا توجد وثيقة رسمية تؤكدها، فليس هناك سوي شهادات من ادعي نجاته من المحرقة، وشهادات تم انتزاعها من الضباط الألمان بعد الحرب العالمية الثانية تحت وطأة التعذيب في محكمة «نوريمبرج». وفي واقعة أخري أراد فاروق حسني أن يتبرأ من تصريحه بحرق الكتب الإسرائيلية إن وجدها في المكتبات المصرية وسبق وصرح رداً علي استجواب أحد نواب الإخوان المسلمين بوجود كتب يهودية في هذه المكتبات مما أثار غضب اليهود عليه فقد أرسل فرع مركز «سيمون فيزنتال» اليهودي في باريس إلي «كويتشيرو ماتسورا» مدير عام اليونيسكو الحالي خطابا برفضه ترشيح فاروق حسني لرئاسة المنظمة لمطالبته بحرق كتب اليهود مما أصاب الوزير الطامع في الكرسي بالرعب وسارع ليؤكد لصحيفة «يديعوت أحرونوت» أنه مستعد لزيارة إسرائيل والأخطر أن وزير الثقافة تردد أنه وافق علي بناء معابد جديدة لليهود في مصر، وهي كارثة سوف تفتح عليه أبواب جهنم من القوي الوطنية داخل مصر.