اعتبرت مجلة "جون أفريك الفرنسية أن القمة الأفريقية الأمريكية، محاولة من الرئيس الأمريكي جو بايدن لجذب الأفارقة، كذلك محاولة لتجاهل الرئيس الفرنسية إيمانويل ماكرون". وتحت عنوان: "القمة الإفريقية الأمريكية.. عملية إغواء بايدن أم ازدراء لماكرون؟"، قالت المجلة الفرنسية أنه "من المتوقع أن يصل حوالي 50 رئيس دولة أو حكومة إلى واشنطن لمدة ثلاثة أيام من المحادثات الثنائية والمتعددة الأطراف". ولفتت المجلة الفرنسية إلى أن تلك القمة أكثر من مجرد لفتة من واشنطن تجاه العواصم الأفريقية"، موضحة أن تلك القمة بمثابة رد فعل أمريكي على خيبات الأمل الفرنسية الأخيرة في القارة. ووفقاً للمجلة الفرنسية، فإنه "في 20 يوليو الماضي، أعلن الرئيس بايدن عن عقد قمة القادة الأمريكية الإفريقية، وهي قمة دولية تجمع جميع رؤساء الدول الأفريقية في واشنطن لمدة ثلاثة أيام، في الفترة من 13 إلى 15 ديسمبر". وتهدف القمة إلى التذكير ب "أهمية العلاقات الأمريكية الأفريقية وزيادة التعاون بشأن الأولويات العالمية المشتركة"، وفقًا لبيان صادر عن البيت الأبيض. وأشارت المجلة الفرنسية إلى أن الرئيس الأمريكي ورئيس الاتحاد الأفريقي ورؤساء الدول ال 49 الذين سيحضرون القمة، سيتناولون مجموعة من الموضوعات تتراوح من احترام الديمقراطية وحقوق الإنسان إلى تأثير "كوفيد-19" على أفريقيا، دون نسيان تقوية العلاقات مع أبناء القارة". ولفتت المجلة الفرنسةي إلى أن القضية الأمنية ستكون أيضًا موضوعًا رئيسيًا لهذا الاجتماع، والذي استبعدت منه بوركينا فاسو وغينيا والسودان ومالي بشكل متناقض". واستنكرت المجلة الفرنسية عقد هذه القمة، في الوقت الذي لم يقم الرئيس جو بايدن ولا نائبه كامالا هاريس بزيارة القارة بعد. وتساءلت المجلة الفرنسية، قائلة:" بينما يستعد الرئيس ماكرون لرحلة إلى الجابون في ربيع عام 2023، هل الاهتمام القوي المتجدد للولايات المتحدة بأفريقيا يستجيب لقضية ثنائية مع فرنسا؟. وأضافت "جون أفريك" إلى أنه "في الوقت الذي تتزايد فيه المشاعر المعادية للفرنسيين في إفريقيا، تحاول أمريكا القيام بعملية ساحرة في القارة"، لافتة إى أن الجولة الأفريقية التي قام بها ماكرون في يوليو الماضي، جاءت بعد أيام قليلة، زيارة رسمية لوزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكين، على الرغم من زيارة الوفدين لدول مختلفة. وتابعت:" مع ذلك، فإن هذا التوافق في التقويمات يوضح اهتمام فرنساوالولاياتالمتحدة بالقارة الأفريقية، حيث يتزايد الوجود الروسي والصيني بشكل متزايد". ولفتت المجلة الفرنسية إلى أنه "بينما تعقد فرنسا القمم الفرنسية الأفريقية باستمرار منذ عام 1973 (عقدت آخر قمة في أكتوبر 2021 في مونبلييه)، فإن قمة قادة إفريقيا والولاياتالمتحدة ما زالت في نسختها الثانية فقط". ووفقاً للمجلة الفرنسية فإن القمة الأمريكية الأفريقية الأولى جرت قبل ثماني سنوات في ظل إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، بعد جولته في إفريقيا عام 2013. وأوضحت أنه "في ذلك الوقت، عندما أعلن أوباما عن عقد قمة أمريكية أفريقية، أصر على فكرة "الشراكة المتجذرة" في المسؤولية والاحترام المتبادلين ". وفي العام التالي، التقى وفد من 50 رئيس دولة أفريقية في واشنطن لمناقشة الأمن والاقتصاد في القارة الأفريقية، كما أضيف الوضع العسكري في منطقة الساحل وكذلك فيروس إيبولا إلى برنامج هذا الاجتماع الدولي، بحسب المجلة الفرنسية. وأشارت "جون أفريك" إلى أن إفريقيا كانت دائمًا منطقة نفوذ للقوى الغربية المختلفة، خاصة عندما تكون القارة في خضم الحرب"، موضحة أنه "القمة الأولى الأمريكية الأفريقية قد عقدت بعد أيام قليلة من إطلاق عملية برخان في منطقة الساحل، في أغسطس 2014". وتابعت:" وبعد ثماني سنوات، يبدو أن هذه القمة الجديدة تغلق فصل التدخل العسكري الفرنسي في مالي". ورأت المجلة الفرنسية أن "الإليزيه قد أعلن انسحاب فرنسا من منطقة الساحل في 17 فبراير، وهو خروج تم تأكيده في 15 أغسطس عندما غادرت آخر القوات قاعدة غاو العسكرية، ومنذ ذلك الحين، نمت المشاعر المعادية لفرنسا بشكل مطرد في مالي والمنطقة، حيث تأمل الولاياتالمتحدة الآن في ممارسة قوة توازن ضد دول الكتلة الشرقية السابقة". واعتبرت مجلة "جون أفريك أن "الرغبة في تقوية العلاقات الأمريكية الأفريقية بحد ذاتها لا تشكل شيئًا من يد بايدن ضد ماكرون، لافتة إلى أن القمة الأفريقية الأمريكية هي رد فعل أكثر من كونها فعلاً من جانب الإدارة الأمريكية". وأضافت "أن بايدن يعلم ذلك جيدًا، أن رحيل فرنسا عن مالي سمح لروسيا بعرض دخولها إلى منطقة الساحل بشكل علني. ورأت المجلة الفرنسية أنه "من خلال مجموعة فاجنر شبه العسكرية، أصبح للسلطات الروسية الآن موطئ قدم في منطقة الساحل". وتابعت أن هذا التحول في النموذج أدى إلى تدهور العلاقات الفرنسية الأفريقية إلى حد كبير، وفضل مكانة روسيا كحليف مفضل للعديد من البلدان الأفريقية. ودللت المجلة الفرنسية على ذلك، بالمظاهرات المؤيدة لروسيا التي تشهدها في مدينة (بانجي) بجمهورية أفريقيا الوسطى، لافتة إلى الدعم الذي تقدمه جمهورية إفريقيا الوسطى لروسيا في إدارتها للحرب في أوكرانيا. وأضافت "جون أفريك" أنه "بينما ترفض بعض الدول الأفريقية إظهار دعمها المطلق لروسيا، فإن البعض الآخر يتوخى الحذر في إدانته لها. وفي 2 مارس الماضي، امتنعت غالبية الدول الأفريقية عن التصويت على قرار الأممالمتحدة الذي يطالب روسيا بوقف استخدام القوة ضد أوكرانيا. وأشارت المجلة الفرنسية إلى أنه " حتى لو تم تبني هذا القرار أخيرًا بفضل موافقة 141 دولة، فإن "الصمت الأفريقي" يوضح مدى تعقيد العلاقات الجديدة التي تحافظ عليها الكتلتان فيما يتعلق بالقارة. في أوقات الأزمات الدولية، ألا يصبح عدم الانحياز الآن قبولًا للاصطفاف؟". وأوضحت المجلة الفرنسية إلى أنه "في نهاية المطاف الغرب في إفريقيا - قررت الولاياتالمتحدة بالتالي الرد على إحباط السيطرة الروسية على القارة الأفريقية".