فى الوقت الذى تشكو فيه معظم دول العالم من تداعيات الأزمة المالية على أوضاع الرعاية الصحية فيها، أكدت وزارة الصحة أنه حتى اللحظة الحالية لا توجد أى تأثيرات لهذه الأزمة على قطاع الصحة فى مصر. وقال الدكتور عبدالرحمن شاهين، المتحدث الرسمى باسم وزارة الصحة إن «قطاع الصحة فى مصر لم يتأثر حتى هذه اللحظة بتداعيات الأزمة المالية العالمية، فكل مشروعاتنا تسير وفق ما كان مخططا لها.. وذلك يعود إلى أننا نصرف على القطاع الصحى من المخصصات المالية الخاصة بوزارة الصحة من الموازنة العامة للدولة للعام المالى 2008/ 2009.. والتى يتبقى فيها ثلاثة أشهر». وأكد شاهين فى تصريح خاص ل«الشروق» أن الموازنة العامة للدولة للعام المقبل 2009/ 2010 تم الانتهاء منها لكنها لم تعلن، وجار عرضها على السيد رئيس الجمهورية، الذى طمأن الجميع بأن الدولة ستدعم قطاع الصحة والتعليم، باعتبارهما حجر الزاوية فى أى تنمية حقيقية لمصر ولأى بلد من بلدان العالم، ولذلك نحن متفائلون جدا، بعدم حصول أى تداعيات للأزمة المالية على قطاع الصحة». وشدد على أن «وزارة الصحة ملتزمة دستوريا بعلاج المواطنين على نفقة الدولة، ولذلك أؤكد أن الدولة ملزمة بتوفير نفقات العلاج على نفقتها مهما اشتدت تداعيات الأزمة، فضلا عن التزامها بتنفيذ مشروع التأمين الصحى الشامل، الذى ستبدأ أولى خطواته الاسترشادية من محافظة السويس فى مايو المقبل». يأتى ذلك وسط أجواء عالمية مشحونة بالقلق على الوضع الصحى لسكان العالم، حيث أعلنت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية، مارجريت تشان، إن الأزمة المالية، هى نتاج السياسات الخاطئة وأن القطاع الصحى هو من سيتحمل وطأتها. وقالت تشان فى كلمة أمام منتدى عقد فى برلين حول القضايا العالمية «القطاع الصحى سيسوء بسبب ارتفاع معدلات البطالة وانخفاض الإنفاق على الصحة كما يوجد قلق من احتمال ارتفاع الإصابة بالأمراض العقلية والقلق بالإضافة إلى ارتفاع استهلاك التبغ والكحول وغيرها من المواد الضارة». وأكدت أن «التغذية غير المتوازنة تثير القلق، ففى الأوقات الصعبة يصبح الطعام الغنى بالدهون والذى يفتقر للمواد المغذية أرخص طريقة لسد الجوع، وهذه الأطعمة تسهم فى زيادة الوزن والبدانة وتؤدى إلى أمراض مزمنة». وقال الدكتور مارك جولدشتاين، وهو جراح فى معهد «كورنيل للطب التناسلى» فى نيويورك لموقع «هلث داى نيوز»، إن «عدد الرجال الذين قصدوا عيادته من أجل الخضوع لعملية اسئتصال القناة الدافقة للسائل المنوى زاد بنسبة 48% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضى، موضحا أن هؤلاء قالوا إنهم لا يريدون إنجاب المزيد من الأطفال لتقليل النفقات». وتظهر معلومات بيانية فى مركز الطب التناسلى للذكور فى مستسشفى وايل كورنيل فى نيويورك، أن حوالى 50% من المرضى الذين يترددون على هذه العيادات كانوا يعملون فى قطاع المال والأعمال العام الماضى، ويواجهون الآن متاعب مالية. وفى السياق ذاته أعلن أناتولى فيشنيفسكى، مدير معهد الديموجرافيا الروسى، فى وقت سابق من الشهر الجارى أن الوضع الديموجرافى فى بلاده «سيزداد سوءا فى العام الجارى بسبب الأزمة المالية، وسيتقلص عدد النساء فى سن الإنجاب خلال السنوات المقبلة».