حسمت وثائق تحقيقات النيابة العامة في قضية مقتل المذيعة شيماء جمال والتمثيل بجثتها، على يد زوجها قاضي مجلس الدولة المستشار أيمن حجاج وشريكه في ارتكاب الواقعة المقاول حسين الغرابلي، لأول مرة وبصفة رسمية دوافع المتهم الأول في الإقدام على الجريمة. عقب اكتشاف الجريمة أواخر الشهر الماضي، تداولت وبصفة غير رسمية روايتين حول دوافع القتل، تمثلت أولهما في إقدام القاضي على التخطيط لقتل زوجته وتنفيذها بعد تهديدها لها بفضح قضايا فساد مالي متورط فيها، بينما تمثلت الرواية الأخرى في أنه قتلها خوفاً من إشهارها لزواجهما السري. وإزاء ذلك الاختلاف، قالت النيابة العامة في مذكرة إحالة المتهمين للمحاكمة، إن الظاهر من الملابسات المحيطة بالجريمة أن المتهمين عقب اتفاقهما على قتل المجني عليها رسما مخططهما الإجرامي للخلاص منها وعقدا العزم وبيتا النية -مستريحين الضمير هادئي البال- على إزهاق روحها، ولم يشفع لها عندهما كونها زوجة للأول ومشروعية طلبها بإشهار زيجتها منه. وأضافت النيابة العامة أن مشروعية ذلك الطلب لم يثني المتهمين ولم يجعلهما يعدلا عن فكرة قتلها بالرغم من طول فترة التفكير والتخطيط والإعداد للجريمة والتصميم عليها باستئجار مزرعة لتكون مأوى لها قبل ارتكابهما الواقعة بأسبوعين وتجهيزها لتكون صالحة لتستر على جريمتهما خلال تلك الفترة، وشراء الأدوات اللازمة لمواراة جثمانها بالتراب وتشويه معالمها قبل ارتكابهما الواقعة بيومين ثم استدراجها للمزرعة لقتلها ودفنها بها. حصلت "الشروق" على تفاصيل التحقيقات في قضية مقتل المذيعة شيماء جمال على القاضي وشريكه، من واقع أوراق القضية وأدلة الثبوت التي تضمنت اعترافات المتهمين وأقوال الشهود والتقارير الفنية والطبية، التي وردت في تقرير الاتهام الذي أمرت بموجبه إحالة المتهمين لمحكمة الجنايات. وحددت محكمة استئناف القاهرة برئاسة المستشار محمد حسين عبد التواب، غدا الأربعاء، لنظر أولى جلسات قضية مقتل المذيعة شيماء جمال على يد زوجها القاضي وشريكه، وذلك أمام دائرة جنايات الجيزة المنعقدة بالكيلو 10.5 طريق اسكندرية الصحراوي. وسبق أن أمر المستشار حمادة الصاوي النائب العام بإحالة القضية المتهم فيها كل من أيمن حجاج، العضو بإحدى الجهات القضائية، وحسين الغرابلي، صاحب شركة، إلى محكمة الجنايات المختصة، مع استمرار حبسهما احتياطيًّا على ذمة المحاكمة؛ لمعاقبتهما على ما اتهما به من قتلهما المجنى عليها الإعلامية شيماء جمال زوجة الأول، عمدًا مع سبق الإصرار.