قطعت إيران يوم الأحد علاقاتها مع المتحف البريطاني "بريتيش ميوزيوم" احتجاجا على تأجيل المتحف اللندني المتكرر إعارتها التحفة الأثرية الفارسية "اسطوانة قورش". وقال حسن محسني المسئول في الهيئة الإيرانية للتراث الثقافي والسياحة إن العلاقات بين الجانبين قطعت بسبب عدم قيام المتحف بإرسال هذه القطعة الأثرية إلى إيران حتى الآن". وأشار محسني إلى أنه لن يسمح لفرق الآثار البريطانية بزيارة إيران بعد قطع العلاقات مع المتحف. ويرى العديد من المؤرخين أن هذه الاسطوانة التي عثر عليها عام 1879 تعد أقدم ميثاق لحقوق الإنسان في العالم. وتمثل الاسطوانة المصنوعة من الصلصال مرسوما للملك الفارسي قورش الثاني أمر بكتابته إثر غزوه بابل عام 539 قبل الميلاد. وهي محفوظة حاليا في المتحف البريطاني. وكانت وسائل الإعلام الإيرانية نقلت عن حميد باجائي مدير هيئة التراث الوطني قوله إن "المتحف البريطاني أبلغنا بأنه سيرسل إلينا الاسطوانة في سبتمبر ثم نوفمبر وأخيرا في 16 يناير الماضي، وقد انفقنا حتى الآن 200 ألف دولار على الترتيبات الأمنية اللازمة لحماية هذا القرض". وأضاف "تلقينا رسالة يقولون فيها أنهم لا يستطيعون إرسال الاسطوانة بسبب أحداث عاشوراء" مشيرا إلى المواجهات الدامية بين أنصار المعارضة وقوات الأمن في 27 ديسمبر. وفي لندن أبدى المتحف البريطاني "دهشته الكبيرة" لقرار إيران هذا، وذكر في بيان "فوجئنا بهذا الخبر الجديد. لقد تصرف المتحف طوال الوقت بحسن نية وبتقدير كبير لعلاقاته الطيبة حتى الآن مع إيران وهو يأمل في إمكانية حل هذه المسالة في أسرع وقت ممكن". وأكد المتحدث أنه أبلغ الهيئة الإيرانية للتراث الوطني الجمعة بعزمه على نقل اسطوانة قورش إلى طهران "خلال النصف الثاني من يوليو" المقبل.