الآن أرى اللف والدوران والتوهان، ومحاولات التغطية على الشخص الذى اعتدى على حكم مباراة المصرى وإنبى، سعيد عبد الغفار، الذى يقول: لا أعرف من اعتدى.. والذين عاشوا و«شافوا»واقعة الاعتداء يقولون لا نعرف من اعتدى.. لعل الضارب كان عفريتا شقيا، خفيا.. وهو كان معروفا بالاسم والصوت والصورة عقب المباراة مباشرة، ثم بدأت عمليات التمويه عليه وعنه.. وكان البعض اتهم عضو مجلس إدارة بالمصرى بالاعتداء على الحكم بين الشوطين، فى تلك المباراة الساخنة والمتوترة جدا كما قال أنور سلامة مدرب إنبى.. وقبل سنوات قليلة سبق أن اعتدى رئيس ناد على حكم وضربه ضربا مبرحا أمام آلاف الشهود فى المدرجات، ولم يحاسب الرجل، لا من اتحاد الكرة، ولا من وزارة الشباب والرياضة، ومضت الجريمة كأنها لم تكن، والآن يتكرر اللف والدوران، والبحث عن مخرج لمن أجرم بالاعتداء على حكم المباراة، ولايوجد حسم وحزم، وكل طرف يمكن أن يكون صاحب قرار فى تلك المسألة يدعو لله ألا يكون هو الطرف المسئول، فيرمى القضية على الأطراف الأخرى.. الناس الذين هم فى موقع المسئولية أصبحت تخشى اتخاذ قرار بعقاب جرىء.. ثم بعد ذلك يشكو الحكام من ضياع هيبتهم، ويشكو رجال اتحاد الكرة من ضياع هيبة التحكيم.. وأتعجب ترى من المسئول عن تلك الهيبة وعن حماية الحكام: هل هى وزارة التموين؟! يتعرض الحكام للعنف والاعتداء فى مختلف درجات الدورى، إنهم يتعرضون للضرب من مدربين ومن إداريين ومن مشجعين، وتمضى الأمور«بقبلة على رأس الحكم».. يا بلد لايحاسب فيكى إنسان، لن يكون هناك أبدا فيكى أى أمل؟! وأين رونى مهاجم مانشستر يونايتد الذى يشتهر بكراهية كثير من المشجعين له، يواجه الآن عقوبة الإيقاف ثلاث مباريات من قبل الاتحاد الإنجليزى لأنه اعترض على طرده من الحكم فيل دوود الذى أنذره مرتين فى مباراة فولهام.. إن مجرد الاعتراض وعدم الامتثال لقرار الحكم جعل الاتحاد الإنجليزى يتحرك.. بينما حكامنا يضربون من مدربين وإداريين ولاعبين واتحادنا الموقر يتثاءب، ولجنة الحكام تتثاءب.. ماذا تنتظرون من المتثائبين؟! يقول عيسى حياتو على موقع الاتحاد الأفريقى إن كل من اعتذر عن عدم الاشتراك فى بطولة أفريقيا للمحليين يشعر الآن بالندم.. وأشك فى ذلك لأن نصف أفريقيا لم يعلم أصلا بأنه كانت هناك بطولة!