ميقاتي يعلن عزوفه عن الترشح للانتخابات النيابية اللبنانية المقبلة

علن رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي عزوفه عن الترشح للانتخابات النيابية المقبلة، لإيمانه بحتمية التغيير ولأن تجربة الحكومة التي ترأسها عام 2005 قدّمت نموذجاً في الفصل بين إدارة الانتخابات وعدم الترشح.
وقال ميقاتي في كلمة اليوم الإثنين: "لأنني أؤمن بحتمية التغيير وبضرورة إفساح المجال أمام الجيل الجديد، ليقول كلمته ويحدد خياراته، عبر الاستحقاق النيابي المقبل، وانطلاقاً من قناعتي بأن يكون المسؤول مجرداً بالكامل من أي مصلحة، لا سيما في هذا الاستحقاق الديمقراطي الذي نحن مقبلون عليه".
وأضاف ميقاتي: "لأن تجربة الحكومة التي ترأستها عام 2005 قدمت نموذجاً في الفصل بين إدارة الانتخابات وعدم الترشح، واستطعنا من خلالها نقل البلد من ضفة إلى أخرى في أصعب مرحلة، وكان هذا الخيار موضع تقدير محلي وخارجي".
وتابع رئيس الوزراء اللبناني قائلا: "لهذه الأسباب أعلن عزوفي عن الترشح للانتخابات النيابية، متمنياً التوفيق للجميع"، معلناً أنه سيدعم " جهود من يختارهم الناس وأتعاون مع الجميع لما فيه المصلحة العامة".
ورأى ميقاتي أن الانتخابات النيابية تشكل "محطة أساسية في مسار العمل البرلماني الذي يتميز به لبنان. وفي هذه المرحلة الدقيقة التي يعيشها وطننا، تنظر الغالبية الساحقة من اللبنانيين الى هذا الاستحقاق، بكونه معبراً ضرورياً لنقل لبنان من مرحلة الى أخرى وتجديد الحياة السياسية على نحو متقدم".
وأشار ميقاتي إلى أن حكومته تعهدت "بإجراء الانتخابات في موعدها في الخامس عشر من أيار/مايو المقبل، وإتمامها بكُل نزاهة وشفافية وتوفير السُبل كافة لنجاحها"، وذلك "احتراماً لرأي شريحة واسعة من اللبنانيين تطالب بالتغيير، والتزاماً بأحكام الدستور والقوانين، وتجاوباً مع رغبة أصدقاء لبنان وأشقائه".
وجدد ميقاتي دعوته لجميع الراغبين بخوض هذا الاستحقاق إلى التقدّم بترشيحاتهم، قبل ساعات من موعد إقفال باب الترشح قائلا: "ولتكن المنافسة الفعلية في هذا الإطار على ما يلبي طموحات اللبنانيين في التغيير الحقيقي، والبرامج الإنقاذية، وليس على نبش الأحقاد وتأجيج الخلافات والانقسامات والعودة إلى الاصطفافات السياسية التي لا طائل منها".
وتوجه ميقاتي بنداء إلى جميع اللبنانيين ودعاهم "إلى الإقبال على الاقتراع، لأن التغيير الحقيقي المنشود يبدأ في صناديق الاقتراع، وليس فقط في التعبير عن الرأي عبر الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وفي الساحات".
ومضى ميقاتي قائلا: "كل ورقة انتخابية توضع في الصندوق قادرة على إحداث التغيير المنشود. وهذا النداء أتوجه به الى جميع اللبنانيين، وبشكل خاص الى أهلي في طرابلس، وأدعوهم الى المشاركة في الانتخابات، إذ لا يجوز التلكؤ عن القيام بهذا الواجب الوطني، لأي سبب كان".
وجدد تأكيده الاستمرار " بالعمل حكومياً لمعالجة الأوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية، قدر ما تسمح الإمكانات، ووضع بلدنا على سكة التعافي بمساعدة ودعم جميع أصدقاء لبنان وأشقائه، وبالتعاون مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والمنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة".
وجدد ميقاتي دعوته "الجميع الى التعاون مع الحكومة لتمرير هذه المرحلة الصعبة على وطننا وأهلنا".
يذكر أنه ستنتهي غدا الثلاثاء مهلة التّقدم بطلبات التّرشيح للمشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة المزمع إجراؤها يوم الأحد الخامس عشر من أيار/مايو المقبل للبنانيين المقيمين على الأراضي اللبنانية.
أما اقتراع اللبنانيين غير المقيمين على الأراضي اللبنانية، فيتم يومي الجمعة السادس من أيار /مايو أوالأحد 8أيار/مايو ، وذلك بحسب مصادفة يوم العطلة الرسمية في الدول الجاري فيها الاقتراع.