قالت روزماري ديكارلو، وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام في مجلس الأمن، في جلسة استماع يوم الجمعة بشأن الحرب الروسية الأوكرانية، إن الوضع مقلق بشكل خاص في ماريوبول وخاركيف وسومي وتشيرنيهيف، حيث يوجد قصف للمناطق السكنية والبنية التحتية المدنية، مما أدى إلى زيادة عدد القتلى والجرحى من المدنيين. "الدمار المطلق الذي تتعرض له هذه المدن مروّع"، مشيرة إلى أنه اعتبارا من 11مارس، سجّلت مفوضية الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان 1,546 ضحية مدنية، بما في ذلك 564 قتيلا و982 جريحا، منذ بداية الاجتياح في 24 فبراير. وتعتقد المفوضية أن العدد الحقيقي أعلى بكثير على الأرجح، بما أن المعلومات الواردة من المواقع التي تتواصل فيها الأعمال العدائية المكثفة قد تم تأخيرها ولا تزال التقارير بانتظار التحقق منها. وأضافت ديكارلو: أن "معظم الإصابات المسجلة بين المدنيين، بمن فيهم الأطفال، سببها أسلحة متفجرة ذات منطقة تأثير واسعة، بما في ذلك المدفعية الثقيلة وأنظمة الصواريخ متعددة الإطلاق والضربات الصاروخية والجوية." كما تلقت المفوضية تقارير موثوقة عن استخدام القوات الروسية ذخائر عنقودية، بما في ذلك في المناطق المأهولة بالسكان. وشددت ديكارلو على أن القانون الدولي يحظر توجيه الهجمات ضد المدنيين والأعيان المدنية، وكذلك ما يُسمّى بقصف المناطق في البلدات والقرى، وقد يرقى [ذلك] إلى جرائم حرب. وحسب تقرير، تلقت "الشروق" نسخة منه، اليوم الأحد، أكدت روزماري ديكارلو على أنه لا يمكن أن تكون الحاجة إلى مفاوضات لوقف الحرب في أوكرانيا أكثر إلحاحا. "نحيط علما بالجولات الثلاث من المحادثات التي عُقدت حتى الآن بين الوفدين الأوكراني والروسي. وندعو إلى تكثيف هذه الجهود، بما في ذلك تعزيز الترتيبات الإنسانية وترتيبات وقف إطلاق النار على سبيل الأولوية." كما حثت الجانبين على البناء على اتصالاتهما، مثل لقاء أمس بين وزيري خارجية أوكرانياوروسيا في أنطاليا بتركيا: "يجب أن يسود منطق الحوار والدبلوماسية على منطق الحرب." وأكدت على التزام الأممالمتحدة بسيادة أوكرانيا واستقلالها وسلامتها الإقليمية داخل حدودها المعترف بها دوليا. وأضافت أن روسيا لديها تاريخ موثق جيدا في استخدام الأسلحة الكيميائية، وعناصر روسية سمّمت أليكسي نافالني وسيرجي ويوليا كسريبال بغاز الأعصاب بحسب السفيرة الأميركية. وقالت: "لن ندع روسيا تفلت من الكذب على العالم أو تلطّخ نزاهة مجلس الأمن باستخدام هذه المنصة كمكان لإضفاء الشرعية على عنف بوتين." ودعت في ختام كلمتها الرئيس الروسي إلى إنهاء "هذه الحرب غير المبررة" ضد الشعب الأوكراني. أوكرانيا: ندير نظاما صحيا يتماشى مع التزاماتنا الدولية بالكامل قال مندوب أوكرانيا الدائم لدى الأممالمتحدة، سيرغي كسيلتسيا، في إحاطته أمام مجلس الأمن إن بلاده تدير نظاما صحيا يتماشى بالكامل مع الالتزامات الدولية، وبالتعاون الكامل مع جميع المنظمات الدولية ذات الصلة، "ما يتبقى هو مجموعة من الهذيان المجنون" لبوتين وأعوانه بما في ذلك البعثة الدائمة لروسيا لدى الأممالمتحدة، على حدّ قوله. وتحدث عن "وهم" وجود أسلحة بيولوجية أو كيميائية – غير موجودة - لدى بوتين، وقال "إنها تشير إلى تخطيط روسيا" للقيام "بعملية خبث كاملة مروعة." وتساءل قائلا: "ما الذي تريدون استخدامه ضد أوكرانيا بعد ذلك؟" مشيرا إلى استخدام "صواريخ كروز والقصف الجوي الكثيف." وقال: "لقد جرّبنا كل ذلك. ماذا بعده؟ الأمونيا؟ الفوسفور؟ وما هو الهدف المقبل؟ بناية سكنية أخرى؟ مستشفى للولادة آخر؟ مدرسة أخرى أو ربما موقع تراثي ثقافي آخر؟". وأكد لدول المجلس أنه كلما تم الإسراع في وقف المعتدي ومساءلته على الجرائم، سيكون العالم في مأمن أكثر. وأضاف يقول: "تم اختلاق الأكاذيب في محاولة يائسة لتمويه الحرب ضد أوكرانيا. إن اعتداء روسيا يهددنا جميعا وثمّة حاجة عاجلة لأن نكون حازمين في مواجهة الأفعال غير المتحضرة والهمجية والخطيرة التي ترتكبها روسيا.