استعرض "المجلس الأطلسي" (مركز بحثي مقره واشنطن)، 4 سيناريوهات لما ستؤول إليه الأوضاع في أوكرانيا في ظل الحرب الروسية الحالية. وقال المركز الأمريكي، في تقرير مطول، نشره الأربعاء، إن الغزو الروسي لأوكرانيا أثار أسوأ أزمة أمنية في أوروبا منذ عقود، ولكن بينما تركز معظم التحليلات على الوضع الحالي على أرض الواقع، فمن المهم بنفس القدر التنبؤ بالمسارات والنتائج المحتملة المتعددة للحرب. وجاءت هذه السيناريوهات على النحو التالي: * تغلب المقاومة الأوكرانية على القوات الروسية قال "المجلس الأطلسي"، إنه في هذا السيناريو ستتغلب المقاومة العسكرية والمدنية الأوكرانية، بدعم من المساعدات الدفاعية من أعضاء حلف شمال الأطلسي (الناتو)، على الصعاب وتوقف تقدم القوات الروسية، وتمنع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من الإطاحة بحكومة كييف الديمقراطية وإقامة نظام صوري، مؤكدا أن تصميم ومهارة المقاومة الأوكرانية يفرضان الآن جمودا في ساحة المعركة لصالح المدافعين (أوكرانيا). وأضاف المجلس: "سرعان ما سيصبح من الواضح للكرملين أن روسيا ستدفع ثمنا باهظا لمغامرتها، بما في ذلك احتمالية حدوث ضغوط طويلة ومكلفة في أوكرانيا، إلى جانب الانهيار الاقتصادي والعزلة الدبلوماسية. وتابع المجلس: "بهذه الطريقة، من الممكن أن يأمر بوتين بانسحاب قواته بعدما ترهقه العقوبات، وتظل أوكرانيا دولة ديمقراطية ذات سيادة، بينما تعمل هزيمة موسكو على تسريع الاستياء المحلي الذي بدأ بالفعل في الظهور في جميع أنحاء روسيا، وتتجه أنظار بوتين إلى التركيز على التهديدات الداخلية المتزايدة لسلطته، في غضون ذلك، سيصبح الناتو في وضع أمني أفضل، حيث تتعرض روسيا للمعاقبة، وتقترب أوكرانيا من الغرب". وأشار المجلس إلى أنه على الرغم من تحسن الوضع الأمني إلا أنه لن يعود كما كان عليه قبل الحرب. وأوضح المجلس: "ستودي الحرب القصيرة بحياة الآلاف من الجانبين، وستترك في أعقابها مرارة واسعة النطاق". * الورطة الروسية أوضح المركز الأمريكي أن في هذا السيناريو ستتمكن روسيا من الإطاحة بالحكومة الأوكرانية وتنجح في تنصيب نظام صوري، بعد أسابيع من القتال العنيف في كييف والمدن الكبرى الأخرى. وأضاف "المجلس الأطلسي": "لن تستسلم القوات المسلحة الأوكرانية ولا سكانها، وبدلا من ذلك، سيشن الأوكرانيون تمردا واسع النطاق ومسلحا ومنسقا جيدا ضد الغزاة". وأشار إلى أنه على الرغم من تضاؤل القوات النظامية الأوكرانية بمرور الوقت، وعلى الرغم من احتلال المدن الكبرى في هذا السيناريو مثل كييف، إلا أن انتصار روسيا في هذه الحالة سيكون باهظ الثمن. وتابع المركز: "سيتسبب التمرد الأوكراني في خسائر بشرية ومالية كبيرة ومستمرة لروسيا، وستتفاقم الخسائر بسبب الدعم الخارجي للاوكرانيين، حيث تقدم دول الناتو مساعدة دفاعية سرية ولكن قوية للغاية للمقاومة الأوكرانية، وسيستنزف الصراع خزائن موسكو، مما سيجبر روسيا في نهاية المطاف على الانسحاب بعد الكثير من العنف والموت". * إسدال ستار حديدي جديد قال المركز البحثي إنه في هذا السيناريو، ستنهار أوكرانيا في النهاية تحت وطأة الغزو الروسي، وستتمكن القوات الروسية من السيطرة على البلاد من خلال استخدام الأسلحة الثقيلة، مشيرا إلى أن المقاومة ضد الحكومة الصورية التي سينصبها بوتين ستتواجد في كل مكان، لكنها ستقمع بقوة وحشية". وتابع: "في هذه الحالة يسدل ستار حديدي جديد في شرق أوروبا، ويمتد على طول حدود دول البلطيق وفي الشمال عبر حدود بولندا وسلوفاكيا والمجر، ورومانيا في الجنوب". وأضاف: "في الوقت الذي تواجه فيه روسيا تكاليف اقتصادية باهظة، سيعزز بوتين قبضته على السلطة داخليا، وسيسحق المعارضة المحلية بقوة أكبر"، على حد تعبير المجلس الأطلسي. * حرب بين الناتو وروسيا أوضح المجلس الأطلسي أن السيناريو الأكثر خطورة لمستقبل أوروبا والنظام العالمي هو الذي يمهد فيه الصراع الأوكراني المسرح لنزاع عسكري مباشر بين حلف شمال الأطلسي (الناتو) وروسيا، مشيرا إلى أن هناك مسارات متعددة لتحقيق مثل هذه النتيجة، فيمكن لحلف الناتو أن يقرر تصعيد مشاركته في أوكرانيا، على سبيل المثال، بمحاولة تنفيذ منطقة حظر طيران أو أي شكل آخر من أشكال التدخل المباشر. وقال المجلس: "في الوقت الحالي، رفضت الولاياتالمتحدة وحلفاء آخرون في الناتو تطبيق منطقة حظر طيران، لكن هذه الحسابات يمكن أن تتغير إذا استمرت روسيا في تصعيد قصفها للمدنيين". وأضاف المجلس: "ستضطر روسيا إلى اتخاذ قرار بشأن التراجع أو الاشتباك المباشر مع قوات الحلف، فإذا اختارت الخيار الأخير، فإن خطر تصعيد النزاع المسلح بين الناتو وروسيا سيزداد بشكل كبير". وأشار المجلس إلى أن خطر اندلاع حرب بين روسيا والناتو من الممكن أن يحدث، إذا ضربت روسيا عن غير قصد أراضي أحد أعضاء الناتو، على سبيل المثال من خلال الاستهداف غير الدقيق أو التحديد الخاطئ للصديق والعدو، مما يؤدي إلى اتخاذ إجراءات مضادة من قبل الحلف لافتا إلي أن روسيا هاجمت بالفعل أهدافا قريبة من الحدود البولندية. وأوضح المجلس أنه "مع بدء تضاؤل مخزون الجيش الروسي من الذخائر الموجهة بدقة، سيزداد خطر وقوع مثل هذا الحادث الذي يؤدي إلى تصعيد غير مقصود مع الناتو". وقال المجلس إن هذا السيناريو سيشهد بدايات صراع مباشر، ربما جو-جو أو جو-أرض، في المناطق الحدودية لأوكرانيا. وأضاف المجلس الأطلسي: "هناك احتمالية مخيفة تتعلق باحتمال أن يكون لدى بوتين مخططات أوسع بكثير خارج أوكرانيا، إذا أحرزت القوات الروسية تقدما سريعا في أوكرانيا وحققت سيطرة فعالة على البلاد، فقد يوجه بوتين انتباهه إلى الدول التي يطمع فيها كجزء من رغبته في إعادة تشكيل مجال نفوذ يتوافق على نطاق واسع مع أراضي الاتحاد السوفيتي السابق". وأوضح المجلس: "ستكون دول البلطيق (وكلها أعضاء في الحلف) المرشحة لاختبار مخططاته".