• تقويم الكبار فات أوانه انقذوا الجيل الصغير من التشرد • مصر تشهد نهضة اقتصادية بينما تغيب القوة الناعمة • الدراما عصب السلوكيات ومشاهد العنف وغياب برامج الأطفال سبب العنف الأسري تصدرت وقائع "العنف الزوجي" المشهد المصري مؤخرا، حيث أبرزت عناوين الصحف خلال الأيام القليلة الماضية حادثة اعتداء عريس على زوجته بفستان الزفاف في وضح النهار وأمام المارة بالإسماعيلية. • غياب القوى الناعمة وبرامج الأطفال سبب العنف الأسري قالت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن العنف الأسري المنتشر بكثرة، سببه غياب القوى الناعمة ما أدى لانحدار الأخلاق بشكل عام، موضحة أن مصر تعيش عصرا ذهبيا للبناء والتشييد وكفالة حياة كريمة للفئات المعدومة في المجتمع، لكن في نفس الوقت يتم إهمال القوى الناعمة تماما، التي لها الفضل في تربية النشء تربية سليمة. وأوضحت، في تصريحات خاصة ل"الشروق": "تربينا على برنامج (أبلة فضيلة) الإذاعي، وأولادي تربوا على (بكار) و(عالم سمسم)، وللأسف كل هذه البرامج غائبة اليوم، ولا يوجد ما يحل محلها، كانت تربي النشء تربية سليمة، وغرست قيما داخل النفوس تأبى الاندثار، والدليل أن برنامج (أبلة فضيلة) لا يزال يترك أثرا طيبا وقيما سليمة في نفوس من تربوا عليه". وأضافت أن البشر في المجتمعات يحتاجون اهتمامها بالأمور الإنسانية والروحانية، وليس فقط القضايا الاقتصادية، مشيرة إلى اختفاء البرامج والدراما الإنسانية حتى في شهر رمضان الكريم، الذي أصبحت الدراما فيه تعرض مشاهد العنف والدم والقتل، مشيرة إلى أنه حتى البرامج النسوية لم تسلم من الحدة في تناول الموضوعات. وأرجعت سبب استخدام العنف الأسري بين الزوجين في المجتمع المصري إلى "خلع ثياب الحياء" في طريقة الكلام والسلوك لدى بعض البرامج الإعلامية والمشاهد الدرامية، متابعة: "بعض المذيعات يظهرن على الشاشة بملابس لا تليق، حيث ينبغي العودة للأخلاق والتقاليد الصحيحة". • تقويم الكبار فات أوانه.. حلول مجتمعية لمواجهة العنف الأسري وأشارت إلى أن حل ظاهرة العنف الأسري لن يتحقق بتقويم الكبار، موضحة: "دورات الشباب المقبلين على الزواج لن تجدي نفعا، ولن نستطيع تقويم سلوك زوج يضرب زوجته ونأمره باحترامها طالما لم ينشأ على ذلك منذ الصغر، حلول تقويم الكبار فات أوانها". وقالت إن الحل يبدأ بتربية وتنشئة الأطفال بطريقة سليمة منذ الصغر على احترام الآخر، محذرة من أن العنف المتكرر سيحول جيل من الأطفال إلى مشردين. كما شددت على ضرورة عودة القوى الناعمة التي كانت تمتلكها مصر، مناشدة الرئيس عبدالفتاح السيسي، بضرورة إعادة إنتاج برنامج للطفل يقوم على تنفيذه أناس محترمون، مستطردة: "أناشد الرئيس السيسي الذي يؤمن دوما أننا لا نملك رفاهية الوقت، بأن يوجه سريعا بإنتاج برنامج للطفل يكتبه ويخرجه ويقوم بالتمثيل فيه أشخاص محترمون". ولفتت إلى أن واقعة ضرب عريس الإسماعيلية لعروسه بفستان الزفاف، تمثل صافرة إنذار إلى أين يذهب المجتمع المصري، واحتياج الشباب الذي يمثل 56% من المجتمع المصري إلى قدوة يحتذى بها، وهو ما سيتحقق بعودة القوى الناعمة لتغذية الفكر والروح. • الاختيار الجيد لشريك الحياة هو الحل ويقول الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، ل"الشروق"، إنه لابد من الاختيار الجيد لشريك الحياة والإعداد الجيد قبل الزواج بعقد ندوات تثقيفية للمقبلين على الزواج، وإجراء تدريبات على التحكم في الغضب والارتقاء بمستوى التخاطب في العلاقات الأسرية، وتدريب الرجال العدوانيين على التعبير عن مشاعرهم بلا عنف. أيضا أوضح الدكتور جمال فرويز، استشاري الصحة النفسية، أن الحل غير الطبي لعلاج الزوج الانفجاري هو القانون، ورفع الوعي بتجريم الضرب، مشيرا إلى أن ظهور الزوجين في الإعلام بادرة منهما كحل لتجنب المشاكل القانونية، معبرا: "لا يصح أن يأخذ شاب فتاة معززة في منزل أهلها ثم يؤذيها، على الأقل إن لم يكرمها لا يهينها".