كدت مصادر دبلوماسية غربية في الرياض أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيبدأ زيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية في الرابع من شهر ديسمبر المقبل، حيث سيلتقي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وعددا من كبار المسؤولين، بينهم وزيرا الطاقة والخارجية. وقالت المصادر، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن زيارة ماكرون، المؤجلة مرات عدة إلى المملكة، ستأتي ضمن جولة تشمل أيضا قطر والإمارات. ولفتت المصادر إلى أن الزيارة تأتي في ختام جولة مباحثات حول النووي الإيراني، ينتظر انطلاقها في التاسع والعشرين من نوفمبر الجاري بالعاصمة النمساوية فيينا بين إيران والدول الكبرى. وكان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف أكد أمس في تصريح صحفي "أنه لا يمكن التوصل لحل بشأن الملف النووي الإيراني من دون إشراك دول الخليج العربي في مفاوضات فيينا". وأضافت المصادر أن "الملف الإيراني واستمرار تهديدات طهران باستهداف أمن واستقرار المنطقة من خلال تدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول العربية، وفي مقدمتها لبنان واليمن والعراق وسورية وسبل مواجهتها، ستحتل البند الأول في محادثات الجانبين". وأوضحت المصادر أن الرئيس ماكرون سيحاول خلال الزيارة " تليين الموقف السعودي وبالتالي الخليجي تجاه لبنان"، إلا أن المصادر ذاتها استبعدت نجاحه في ذلك، " لأن الرياض ترى أن المسألة أكبر من تصريح أو استقالة وزير غير مؤثر، ولكنها في المقام الأول مرتبطة بسيطرة حزب الله الموالي لإيران على مفاصل الدولة اللبنانية وإمساكه بصناعة القرار اللبناني بعيدا عن موقف الحكومة اللبنانية". وتوقعت المصادر أن "يطرح الجانب السعودي على بساط البحث مع الجانب الفرنسي حقائق عن ذلك مثل الدعم الإيراني، من خلال الحزب، للحوثيين في اليمن بالمال والسلاح والخبراء العسكريين، واستمرار محاولاته تهريب المخدرات بكافة أنواعها إلى المملكة ودول المنطقة للإضرار بمجتمعاتها مستغلا ضعف الدولة اللبنانية عن ضبط موانئها البحرية والجوية ومنافذها البرية لوقف التهريب وبسط سلطتها، وإيوائه لعناصر إرهابية مناوئة لدول مجلس التعاون الخليجي، واستمراره في تصدير مبادئ الثورة الإيرانية لزعزعة استقرار دول المنطقة". وكشفت المصادر، في سياق تصريحاتها ل (د.ب.أ)، أن "دول مجلس التعاون الخليجي لا تزال تذكر وتردد في غير مناسبة تصريح قائد فيلق القدسالإيراني الراحل قاسم سليماني بشأن الإعلان عن فوز طهران ب 74 مقعدا في البرلمان اللبناني في انتخابات العام 2018".وكان سليماني نفسه قد صرح بأن "السيد نصرالله لا يشرب كوب ماء قبل أن يستشيره". كما تتناول مناقشات الجانبين المستجدات على صعيد الحرب في اليمن في ضوء رفض جماعة الحوثيين الاستجابة لنداءات السلام، فضلا عن الوضع على الساحتين العراقية والسورية، وتطورات القضية الفلسطينية. وعلى الصعيد الثنائي، قالت المصادر إنه سيتم التركيز على بندين: يتصل الأول بالتعاون العسكري، والآخر بمجالات الطاقة والاستثمار، مؤكدة استعداد فرنسا لتلبية احتياجات السعودية من الأسلحة والمعدات العسكرية. وأشارت إلى وجود اتفاق سابق بين شركة الصناعات العسكرية السعودية والمجموعة البحرية الفرنسية لإنتاج وتطوير أنظمة بحرية، ومن ضمن ذلك تصنيع سفن بحرية وفرقاطات وغواصات في المملكة، تحصل بموجبه الشركة السعودية التي أسسها صندوق الاستثمارات العامة السعودي عام 2017 على حصة 51% من المشروع المشترك. وختمت المصادر تصريحاتها بالقول "إن لدى باريس رغبة شديدة في زيادة مساهمة الشركات الفرنسية في المشاريع الضخمة التي أطلقتها المملكة مؤخراً في إطار رؤية 2030، ودعم الشراكات طويلة الأجل في القطاعات الناشئة، لتنويع اقتصادها استنادا إلى الخبرة العالمية التي تتمتع بها الشركات الفرنسية". وأشارت إلى أن ماكرون يهدف أيضا من خلال جولته الخليجية إلى توقيع عقود ترتد إيجابا على اقتصاد فرنسا وبالتالي حصد نتائج إيجابية على حملته الانتخابية. وينتظر أن يرافق ماكرون وفد فرنسي كبير يضم بين أعضائه وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان ورئيس المخابرات الخارجية برنار إيمييه.