رد آية الله علي خامنئي المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية يوم السبت على الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالتأكيد على استعداده لتغيير موقفه تجاه واشنطن في حالة قيام الولاياتالمتحدة هي أولا بتغيير موقفها حيال إيران "بالأفعال وليس فقط بالأقوال". وقال خامنئي أمام آلاف الإيرانيين الذين تجمعوا في مدينة مشهد المقدسة شمال شرق إيران : "لا نملك أي خبرة في التعامل مع الحكومة والرئيس الأمريكيين الجديدين .. سنراقبهما ونحكم عليهما .. تغيروا حتى يتغير موقفنا .. وإذا لم تغيروا موقفكم فلتدركوا أن شعبنا قد تعزز جانبه وأصبح أقوى خلال السنوات الثلاثين الماضية" ، وأنه سيواصل المقاومة. وأضاف المرشد الأعلى في خطاب بثه تليفزيون الدولة أن "شعبنا لا يقبل أن يقدم إليه اقتراح بالتفاوض ، وفي الوقت نفسه يتم التلويح بالتهديد بالضغط ، لا يمكنكم الحديث معنا على هذا النحو". وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد أعلن عن مبادرة تاريخية من خلال توجهه مباشرة على القادة الإيرانيين عارضا عليهم تجاوز ثلاثين عاما من العداوة ، وذلك في رسالة وجهها إليهم فجر الجمعة – بتوقيت القاهرة - بمناسبة العام الفارسي الجديد. وأضاف خامنئي : "نحن لا نرى أي تغيير ، وحتى العبارات المستخدمة لم تتغير ، وإذا كنتم صادقين فلماذا لا نرى تغييرا؟ وعلى المسئولين الأمريكيين والآخرين أن يدركوا أنه لا يمكن خداع الشعب الإيراني وإخافته .. إن التغيير على مستوى الكلمات ليس كافيا ، بل يجب أن يكون حقيقيا". وتساءل خامئني : "إنهم يطلبون منا التفاوض وإعادة العلاقات الدبلوماسية ويتحدثون عن التغيير ، ولكن ما الذي تغير؟ أين هي علامات التغيير؟ هل رفعتم العقوبات المفروضة على إيران؟ هل أفرجتم عن أرصدتنا المحجوزة في الولاياتالمتحدة؟ هل أوقفتم الدعاية المعادية لبلادنا؟ هل أوقفتم دعمكم غير المشروط للنظام الصهيوني"؟ وقال أيضا بتهكم إن الإيرانيين "يشكرون الولاياتالمتحدة على العقوبات التي فرضت على البلاد" لأن ذلك سمح لإيران بأن تصبح أقوى ، معددا على سبيل المثال قيامها بوضع قمر صناعي في المدار أو التقدم في المجالين النووي والباليستي. واتهم المرشد الأعلى أيضا الولاياتالمتحدة بدعم المجموعات المعادية لإيران وخصوصا المتمردين السنة ضمن مجموعة جند الله ، الذين نفذوا عدة عمليات دامية في السنوات الماضية. وفي الوقت نفسه ، استقبل الإيرانيون المقيمون في الولاياتالمتحدة بمشاعر متضاربة مبادرة أوباما ، حيث أعرب البعض عن أملهم في بدء عهد جديد بين البلدين ، بينما شعر آخرون بالخيانة ، وخاصة إزاء عبارة "الجمهورية الإسلامية" التي استخدمها أوباما. وقالت أنيك أراكيل التي تعيش منذ 30 عاما في جنوب كاليفورنيا شأنها في ذلك شأن مئات الآلاف من الإيرانيين الآخرين الذين فروا من بلادهم إثر قيام الثورة الإسلامية في 1979 إن خطاب أوباما كان "رائعا". وأضافت راكيل "أنا على ثقة بنسبة 110% أن الجميع في إيران شاهد هذا الخطاب وأنهم يناقشونه فيما بينهم حين يتصلون هاتفيا ببعضهم للتهنئة بالعام الجديد". غير أن روزبيه فارهانيبور - وهو قيادي سابق للحركة الطلابية - ولاجيء في الولاياتالمتحدة منذ عام 2000 وعضو في حزب "مارزي بور جوهر" الذي يناضل من أجل جمهورية علمانية ولكنه يعارض أي تدخل عسكري قال من جانبه تعليقا على الخطاب "إن الحل الوحيد بالنسبة للمجتمع الدولي يتمثل في تغيير النظام". وأضاف : "لقد تحدثت إلى أصدقائي بمناسبة العام الجديد ، وكان قسم منهم غاضبا بعد أن استمع إلى خطاب أوباما" ، مشددا على ضرورة التمييز بين "الشعب الإيراني" والجمهورية الإسلامية "الدكتاتورية" ، بحسب تعبيره.