على رصيف حلقة السمك فى المكس تتحرك داوودة ببطء وفى يدها كيس بلاستيك. تقوم بجمع السمك الذى يلقيه التجار بعد أن يجدوا أنه غير قابل للبيع لصغر حجمه الشديد. تضع السمكات فى الكيس وتمسك عليه بشدة وحرص. «أغليهم وأعمل شربة وبعدين احطهم فى شوية زيت وبعدين اكلهم مع رغيف عيش»، هكذا تقول داوودة دون تردد. يشارك داوودة فى طعامها هذا والذى قد يثريه أحد تجار السمك بأن ينفحها بعض سمكات فى حالة جيدة زوجها مرقص. «مالناش حد وما عندناش عيال»، تقول وتعود لجمع السمك من على الأرض قبل أن تدهسه أقدام زبائن السمك الذين تتوقف سيارتهم لشراء كيلوات عديدة من أصناف السمك والجمبرى. على السمك الذى يصطاده من بحيرة قارون يعيش أيضا سليمان وأولاه الأربعة. من «رزق البحر» تمكن سليمان من أن يعيل أسرته وأن يدفع بأحد أبنائه «مروان» للتعليم إلى أن وصل إلى السنة الثانية فى الجامعة. «بس أهو برده شغال معايا فى الصيد. علشان ياكل لقمة العيش. أمّال هياكل منين لما يتخرج وميلقاش وظيفة يعنى؟. أهو برضه من البحر لغاية ما يلاقى حاجة،» يقول سليمان ويثنى على كلامه ابنه مروان الذى يضيف «هو ده عدل ان الناس تتعذب حتى علشان اللقمة».