«الراجل ما بقاش فيه يتجوز اتنين وتلاتة زى الأول خلاص، ولا على الولد ولا على البنت. ده الواحد بيجيب عيل واحد ويقدر بس يربيه وعلى كده كويس»، يقول عصام العامل فى أحد مصانع المحلة. عصام فى الثانية والعشرين من العمر، تزوج أمينة وهو فى العشرين وأنجب نجاة ابنته الوحيدة ذات العامين. عصام يعمل فى مصنع خاص للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى. يبدأ برنامجه اليومى قبل السابعة صباحا عندما يغادر منزله إلى المصنع مستقلا «مواصلتين». يبقى عصام فى المصنع حتى حوالى الساعة الخامسة ثم يغادر إلى منزله «اوضة وصالة وحمام بتاعنا ومطبخ». «آكل لقمة من اللى موجود، بدنجان ولا بطاطس ولا أى حاجة... كشرى... واشرب كوباية الشاى وساعة اتفرج على التليفزيون وأصلى وأنام والحمد الله على كده». عصام استمر فى التعليم حتى «أولى إعدادى وبعدين خرجت علشان اشتغل». «نفسى بنتى تتعلم وتروح الجامعة كمان... بس ربنا يقدرنى... يعنى بافكر ما اجبش غيرها علشان أعلمها بس أمها بتقول ما تبقاش لوحدها فى الدنيا». عصام بيقول إنه يحصل فى الشهر على قرابة ال400 جنيه، وصاحب المصنع الذى يعمل فيه الحاج مسعد، يقول وهو يشير إلى إعلان طلب عمال معلق على باب مصنعه «والعامل ممكن يتحصل على 600 جنيه ساعات فى الشهر بس أنا مش لاقى عمال... أنا دلوقت بادور على عمال من بنجلاديش ولا ماليزيا».