فى الوقت الذى تتواصل فيه حركة الاحتجاج فى شوارع أصفهان ونجف آباد ضد السلطة فى إيران بعد محاولات منها لمنع تأبين المرجع الشيعى المعارض آية الله حسين منتظرى وسط توقعات بأن تشهد إيران يوما عنيفا فى ذكرى أسبوع على رحيل منتظرى وبمناسبة ذكرى عاشوراء. رأى محللون سياسيون أن وفاة منتظرى أضحت نقطة تحول فى المعارضة الإيرانية التى ازدادت قوة فيما تطور هدفها من إسقاط الرئيس أحمدى نجاد إلى إحداث تغيير جذرى فى نظام الولى الفقيه الذى يعطى المرشد الأعلى آية الله على خامنئى السلطة مطلقة. وذكرت مصادر إعلامية أن المجلس الأعلى للأمن القومى الإيرانى الذى يترأسه أحمدى نجاد، أمر بمنع إقامة مراسم تأبين للمرجع الراحل آية الله منتظرى، واستنثى فقط قم ومسقط رأسه نجف آباد. وكانت مظاهرات واسعة تحولت إلى صدامات مع الشرطة والحرس الثورى وميليشات «الباسيج» فى إقليم أصفهان وسط إيران، الأربعاء 23/12/2009، خصوصا فى مركز الإقليم «مدينة أصفهان» وفى مدينة «نجف آباد» مسقط رأس المرجع الإيرانى الراحل آية الله العظمى حسين على منتظرى. وأطلق المتظاهرون لأول مرة شعارات جديدة مست بشكل مباشر الولى الفقيه الحالى آية الله على خامنئى، فى الإقليم الذى يعد معقلا لأتباع منتظرى المعارضين بشدة لخامنئى. وفى تصريح ل«الشروق»، قال ميشال نوفل الخبير فى الشأن الإيرانى: إن المعارضة الإيرانية أثبتت بخروجها فى مناسبة حزينة وهى وفاة منتظرى بأنها «أصبحت تمثل رقما صعبا فى الساحة الإيرانية ولا يمكن تجاوزه بعد الآن، حيث «تحولت الحركة الاحتجاجية التى يكون الشباب العنصر الغالب عليها من حركة تهدف إلى إسقاط الرئيس إلى حركة تهدف لتغيير النظام الإيرانى برمته الذى يرتكز على نظرية الولى الفقيه». وكان منتظرى من أشد المؤمنين بالثورة الإسلامية عام 1979 وهو مهندسها وتمت تسميته خليفة لمؤسس هذه الثورة آية الله روح الله الخمينى إلى أن حدثت مواجهة بينه وبين الزعيم بسبب القتل الجماعى للسجناء. لكن منتظرى ينتقد بشدة الصلاحيات اللامحدودة للمرشد ودعا كثيرا إلى تحجيمها. وقال نوفل: «بعد التعامل الأمنى الكبير مع المتظاهرين والمعارضين، أصبح هناك اهتزاز فى ثقة الشارع بالولى الفقيه، خاصة أن الإيرانيين منذ فترة وهم غير راضين عن السلطات المطلقة الممنوحة للمرشد الأعلى والذى يصوره مشايخ المحافظين وأتباع النظام على أنه يستمد سلطاته من الله وليس الشعب». وأضاف المحلل السياسى: «نحن حاليا أمام أزمة عميقة وانقسامات بين المرجعيات الدينية وهو ما سينتج عنها تفاعلات تهز أركان النظام السياسى ويكفى أن تتحول الشعارات من.. يسقط الديكتاتور نجاد إلى يسقط الديكتاتور خامنئى، لنعرف إلى أين تتجه الأزمة؟». ومن جانبه، قال على أنصارى الأستاذ فى جامعة سانت اندروز باسكتلندا فى تصريح لرويترز: «سيزداد الوضع سوءا» وأضاف «عندما يقول الناس إن ما من شىء سيحدث أو أنه ستكون هناك ثورة مخملية سلسة فإنها مجرد أمنيات ستكون الأحداث عنيفة للغاية». وربما يجرى المزيد من المظاهرات يوم الأحد المقبل عندما يحل اليوم السابع من الحداد على منتظرى كما هى العادة فى إيران وهو نفس يوم عاشوراء. ويشكك محمد مراندى أستاذ دراسات أمريكا الشمالية بجامعة طهران فى قدرة حركة الاحتجاج على الاستمرار لأكثر من عام وسط التشديد الأمنى، لكن الخبير الإيرانى بمعهد راند الأمريكى يرى «المعارضة لا تبدو مستعدة للتراجع فى أى وقت قريب»، بحسب رويترز. ومضى يقول «المواطنون الإيرانيون الذين تمثل الحركة الخضراء جزءا منهم وفى بعض الأحيان دون زعيم ظاهر هم الذين سيحافظون على الزخم».