فى جو عائلى أشبه بزيارات الأعياد، تحرك آلاف الأهالى مع أولادهم وبناتهم بأزياء تكاد تكون احتفالية، ربما تكون هى ملابس عيد الميلاد القريب، خرجوا لملاقاة العذراء التى تزور شبرا، بحسب ما يؤكدون. «ما يجيش حاجة فى ظهور الوراق بس الناس هنا كتير» كان الحديث الأكثر انتشارا بين أهالى شبرا الذين توجهوا إلى شارع مسرة فى انتظار الظهور الذى سرعان ما جمع حوله ما يتجاوز مائة ألف مصرى مسلم ومسيحى تجمعوا لمشاهدة الزائره القادمة من السماء. «معكش حاجة للظهور أشوفها يا باشا» كانت أول جملة تسمعها بمجرد الوصول إلى ميدان المسلة على بعد نحو خمسمائة متر من شارع مسرة حيث الحشود تتطلع نحو السماء فى انتظار أنوار بهذه السحابة أو تلك. عشرات العربات من قوات الدفاع المدنى والأمن المركزى أحاطت شوارع شبرا التى تحولت على الفور إلى ما يشبه المولد مع حضور الباعة الجائلين وعلى أصوات الترانيم وهتاف الأقباط «اظهرى يا عدرا». فى شارع مسرة «زغاريد» مع صعود دخان من مصدر مجهول فى الشارع أعقبه عويل وحالة من التدافع مع بيان أن مصدر الدخان هو عربة تشتعل أثارت الرعب بين الجماهير الذين تحركوا فى لحظات هروبا من انفجار العربة عمدا أو بالصدفة، فيما اعتبر أغلب الناس أن الأمن استخدم هذه الوسيلة لتفريق الجماهير لكنه لم ينجح. «تحفه يا عمر ده كان تجلى كامل الساعة 7، لكن دلوقتى أنا شايفة حمام بس، حمام فى كل مكان» قالتها فتاة قبطية تتحدث عبر المحمول، الذى سرعان ما سقطت شبكته وعجزت عن مواجهة آلاف المكالمات والرسائل المتبادلة بشكل لحظى، بينما كان الآلاف شاخصين للسماء فى محاولة لرؤية الحمام دون جدوى. «ظهور السيدة العذراء فيه رسالة تقية ومساندة للشعب المصرى كله، مسلمين ومسيحيين» كما يقول القس أنطونيوس، راعى كنيسة مارجرجس فى أبهنس بمركز قويسنا أنه جاء خصيصا بصحبة أسرته لرؤية السيدة العذراء، إلا أنه وصل إلى شبرا فى نحو الساعة الحادية عشرة مساء بعد أن كانت الأنوار قد اختفت ولم ير شيئا. وتبادل الناس عبر أجهزة الهاتف المحمول لقطة تظهر فيها السيدة العذراء وهى ترفرف فى السماء وسط نور أبيض، ادعى البعض أنها صاحبت الأنوار حول كنيسة شبرا إلا أن آخرين أكدوا أنه مقطع قديم غير معروف مصدره. ووقف كل من شريف سعيد قاسم ووليد بوتو يتبادلان مقطع الفيدو عبر البلوتوث مع آخرين بالقرب من كنيسة شبرا، وقال وليد إسماعيل إنه شاهد الأنوار بالسماء وشاهد حمامة بيضاء فى السماء. وقال مصطفى مساعد ويعمل بمحل ملابس بشارع شبرا إنه رأى يوم الأحد الماضى كتلة من الضوء الأبيض فوق سحابة فى نحو الساعة الثالثة فجرا عقب عودته من العمل إلى مسكنه فوق أسطح أحد المنازل بشبرا. وأضاف «أخذت أردد سبحان الله، وقلت إن ذلك لا يمكن أن يكون ضوء ليزر، لكنى لا أعتقد أنها العذراء». وفى حى الظاهر وقف مئات المواطنين مسلمين وأقباط فى شارع يوسف وهبة بالقرب من المستشفى القبطى يشاهدون الأنوار التى كانت تعلو جامع الفتح برمسيس، وردد الأقباط ألحان تمجيد للعذراء. وقام محرر «الشروق»، بجولة فى المنطقة المحيطة بميدان رمسيس لرصد أى احتفالات يستخدم فيها شعاع الليزر غير أنه لم يرصد شيئا من هذا القبيل. وروى شهود عيان أنهم رأوا نفس الضوء فى أماكن متفرقة من القاهرة، خاصة فى حى شبرا بالقرب من كنيسة السيدة العذراء بمنطقة مسرة. «رشو الورد يا صبايا.. العذراء زمنها جاية»، بهذه الكلمات وغيرها الكثير من التراتيل عبر عشرات الآلاف من المسيحيين عن انتظارهم لظهور السيدة العذراء مريم فى السماء مرة أخرى أمس الأول أمام كنيسة العذراء بالزيتون، بعدما أكد عدد من أصحاب المحال التجارية بشارع الكنيسة رؤيتها للمرة الأولى فى نحو الساعة الثامنة مساء. صاحب محل الهدايا المقابل للكنيسة مباشرة هو أول من رأى العذراء فى السماء، حسب قوله وبدأت سلسلة الاتصالات والرسائل sms تتوافد فى كل اتجاه لحشد أكبر عدد من المسيحيين لرؤيتها، وبهذا كانت الحركة المرورية بشارع طومان باى شارع الكنيسة مشلولة تماما، الأمر الذى أثر سلبا على الشوارع الموازية له شارعى سليم الأول وجسر السويس ، حيث كانت هذه المنطقة مغلقة بالكامل حتى ساعات متأخرة من الليل، وسط تواجد أمنى قليل ومتفرق فى نواحى متفرقة من شارع طومان باى. وأكدت المقدسة أم ويليام، أنها رات العذراء أمس الأول تطوف حول كنيسة الزيتون على هيئة حمامة بيضاء صغيرة مفرودة الجناحين، وأن هذه هى المرة الأولى بالنسبة لها التى تتمكن من رؤية العذراء. أما مدام سوسن التى هرعت سريعا إلى الشارع فى نحو التاسعة مساء لتتمكن من رؤيتها، فقالت أنها تشعر بأن العذراء على وشك الظهور، وأصرت على اصطحاب أبنائها الثلاثة معها ليتمكنوا من رؤية العذراء تطوف سماء الكنيسة. وظل «أتوبيس» النقل العام والمتجه نحو منطقة عين شمس وافقا فى منتصف شارع طومان باى عاجزا عن التحرك، حيث الشلل المرورى الذى أصاب الشارع والشوارع الجانبية المجاورة، كما أن ركابه فضلوا النزول منه والسير على الأقدام للوصول إلى مقاصدهم، واعتلى سقف «الأتوبيس» عدد كبير من الأولاد، الذين فضلوا حجز موقع قريب من السماء، لضمان الرؤية الواضحة. وعلى الجانب الآخر، ومع تعالى أصوات التصفيق و«الزغاريد» أكد الحاج عبدالبديع، صاحب أحد المحال التجارية المواجه للكنيسة مباشرة، أنه خرج على الفور عند سماعه أصوات المسيحيين يؤكدون تجلى السيدة العذراء فى السماء فى نحو الثامنة مساء، إلا أنه لم ير شيئا على الإطلاق، وأنه طوال عمله فى متجره لمدة 15 عاما، يخرج إلى الشارع وينظر إلى السماء، إلا أنه لا يرى شيئا.